19 ديسمبر، 2024 12:26 ص

أبناءُ عَصرِنا قصيدة للشاعرة البولندية: فيسوافا شيمبورسكا

أبناءُ عَصرِنا قصيدة للشاعرة البولندية: فيسوافا شيمبورسكا

فيسوافا شيمبورسكا
شاعرة بولندية ولدت في بلدة “بنين” الصغيرة في غرب بولندا عام 1923. وفي عام 1931 رحلت أسرتها إلى مدينة “كراكوف”، وهي ثاني أكبر مدينة وواحدة من أقدم المدن في “بولندا”، حيث بقيت تعيش وتعمل مذ ذاك.
درست “فيسوافا شيمبورسكا” الأدب البولندي وعلم الاجتماع في “جامعة ياجيلونيان” من عام 1945 حتى عام 1948. وأثناء دراستها في الجامعة إنخرطت في المشهد الأدبي في “كراكوف”. ثم بدأت تعمل في المجلة الأدبية “الحياة الأدبية” عام 1953، وبقيت فيها لمدة ثلاثين عاماً تقريباً.
لها أكثر من خمسة عشر مجموعة شعرية. وبعض مجموعاتها الشعرية مترجَم للإنجليزية.
وبينما نجد شعرها يتحدث بوضوح عن التاريخ البولندي اعتباراً من الحرب العالمية الثانية مروراً بالمرحلة الستالينية، إلا أنها شاعرة ذات أبعاد عميقة أيضاً، فهي تتحدث عن الحقائق الكبرى في الشؤون الاعتيادية المعاشة في الحياة اليومية. فتقول في حديث لها: “الحياة تتقاطع مع السياسة بالطبع. غير أن قصائدي ليست سياسية على الإطلاق. إنها قصائد تتناول الناس والحياة.”
إحدى مجموعاتها الشعرية تحمل عنوان “معرض المعجزات”، وقد صدرت ترجمتها الإنجليزية عن دار “نورتون” عام 2001. وفي مقدمته للمجموعة كتب الشاعر والكاتب والمترجم البولندي من أصل لتواني “شيسواف ميلوش”: “لدينا هنا شعر بالغ الإحباط … ونجد المقارنة مع الرؤية الباعثة على اليأس لدى ’صاموئيل بيكيت‘ و’فيليب لاركين‘ تطرح نفسها هنا. ولكن، وعلى النقيض منهما، فإن ’شيمبورسكا‘ تقدم لنا عالَماً يستطيع الإنسان أن يتنفس فيه.”
كما قال عنها الشاعر والناقد والأستاذ البولندي “ستانسواف بارانتشاك”: “الذكاء والحكمة والدفء مكوّنات هامة في مجموعة المواصفات التي تجعلها [فيسوافا شيمبورسكا – المترجم] استثنائية للغاية، وتجعل كل قصيدة من قصائدها غير قابلة للنسيان.”
وفي عام 1996 حازت “شيمبورسكا على جائزة “نوبل” للأدب. وتشتمل جوائزها الأخرى على جائزة “نادي القلم البولندي” ودكتوراه فخرية من جامعة “آدم ميكييفيتش” وجائزة “هيردر” وجائزة “غوتة”.
توفيت “فيسوافا شيمبورسكا” بتاريخ 1 شباط / فبراير 2012 عن عمر يناهز 88 عاماً.
ترجمت القصيدة من البولندية للإنجليزية “جوانا ترشيسياك”، وهي الترجمة التي اعتمدنا عليها في ترجمتنا العربية.

أدناه الترجمة العربية للقصيدة ويليها نص القصيدة بترجمتها الإنجليزية.

أبناءُ عَصرِنا

قصيدة للشاعرة البولندية: فيسوافا شيمبورسكا

ترجمة: غسـان نامق

نَحنُ أبناءُ عَصرِنا؛
وعَصرُنا سِياسي.

كافّةُ الشؤون، نَهاراً ولَيلاً،
شؤونُكَ، شؤونُنا، شؤونُهُم،
شؤونٌ سِياسيّة.

شِئتَ أَمْ أبَيْت،
فَلِجيناتِكَ ماضٍ سِياسي،
ولِجِلْدِكَ شَكْلٌ سِياسي،
ولِعَيْنَيْكَ مَظْهَرٌ سِياسي.

ما تَقولُ لَهُ صَدى؛
وما تَسْكُتُ عَنْهُ لَهُ إيحاء.
وكِلاهُما سِياسي.

حَتّى حينَ تَذهَبُ للتلال
فإنكَ تَخطو خُطُواتٍ سِياسية
على أرضٍ سِياسية.

حَتّى القصائدُ غَيْرُ السِياسيةِ سِياسية،
وفَوْقَنا يَتألّقُ القَمَر،
لكنّهُ لم يَعُد فِضّيّاً الآن.
أنْ نكونَ أو لا نكون، ذلك هو السؤال.
سؤال؟ أيُّ سؤال؟ يا عزيزي إليك اقتراحاً:
سؤالٌ سِياسي.

وليسَ عَليكَ حتّى أن تَكونَ إنساناً
لِتَكْتَسِبَ أهَمّيةً سِياسية.
فَسَيَكتَسِبُها النِّفْطُ الخام
أو العَلَفُ المُرَكَّز أو أيّةُ مادَّةٍ خام.

أو حَتّى طاوِلةُ المؤتمرات التي
كان شَكْلُها مَوْضِعَ نِزاعٍ طوالَ شُهور:
هَلْ نَتَداولُ حَوْلَ الحياةِ والمَوْت
عَلى طاوِلةٍ مُسْتَديرةٍ أمْ طاوِلةٍ مُرَبَّعة؟

وإِبان ذلكَ يَموتُ النّاس،
وتَهْلِكُ الحَيَوانات،
وتَحتَرِقُ المَنازل،
وتَبورُ الحقول،
كما في الأزمِنة الغابِرة
الأَقَلّ في سِمَتِها السِّياسية.

Children of Our Era

by Wislawa Szymborska

We are children of our era;
our era is political.

All affairs, day and night,
yours, ours, theirs,
are political affairs.

Like it or not,
your genes have a political past,
your skin a political cast,
your eyes a political aspect.

What you say has a resonance;
what you are silent about is telling.
Either way, it’s political.

Even when you head for the hills
you’re taking political steps
on political ground.

Even apolitical poems are political,
and above us shines the moon,
by now no longer lunar.
To be or not to be, that is the question.
Question? What question? Dear, here’s a suggestion:
a political question.

You don’t even have to be a human being
to gain political significance.
Crude oil will do,
or concentrated feed, or any raw material.

Or even a conference table whose shape
was disputed for months:
should we negotiate life and death
at a round table or a square one?

Meanwhile people were dying,
animals perishing,
houses burning,
and fields growing wild,
just as in times most remote
and less political.