23 ديسمبر، 2024 6:01 ص

أبعاد زيارة البابا بعدسةٍ خاصّة!

أبعاد زيارة البابا بعدسةٍ خاصّة!

منَ الملاحظ واللافت للنظر أنَّ قادة احزاب الإسلام السياسي الحاكمة لم يحاول ايٌّ منهم لقاء او مقابلة البابا فرانسيس .! , ولا حتى حضور ايّ من الفعاليات التي يقوم بها في امكنةٍ مختلفة من البلاد , ولا يقتصر الأمر على هؤلاء السادة , ولا نقصد هنا بقية زعماء ومسؤولي التنظيمات والفصائل والمجاميع ذات العلاقة , بل حتى رؤساء الوزراء السابقين ابتعدوا عن حضور هذه المناسبة العالمية وحتى عن إعطائها او اضافة مزيدٍ من زخم الأضواء والإعلام على هذه الزيارة التأريخية التي خطفت انظار الرأي العام العالمي , ولربما لم يكن خطف هذه الأنظار بهذه الدرجة وبهذا المستوى لو كان السيد فرنسيس يزور دولةُ اخرى غير العراق .! , أمّا غياب اولئك القياديين في ايٍّ من برامج الزيارة , فلابدّ أنْ له ما لهُ من ابعادٍ ودلالاتٍ توحي أنّ المسألة كأنها مقصودة وعن عمد .!

بالرغم من أنّ مختلف شرائح الجمهور العراقي متفاعلة عاطفياً ونفسياً ومعنوياً مع قدوم البابا الى العراق , وبغَضّ النظر أنّ هذا الحدث قد ابرز مكانة العراق كدولة ” وليس كحكوماتٍ وانظمة اعقبت الإحتلال ” أمام شعوب العالم , إنّما ما هي الفائدة العملية الملموسة للشعب العراقي تجاه هذه الزيارة الميمونة .! وستعود الأمور كما كانت بعد مغادرة السيد فرانسيس لمطار بغداد .! ورغمَ أنّ هذه الكلمات قاسية بشكلٍ او بآخر , لكنّ مركز الثقل يتمثّل فيما دار من حديثٍ في اللقاء الخاص الذي جرى مع سماحة السيد السيستاني , والذي لم يحضره ايّ مسؤولٍ عراقي , بناءً على الشرط الذي اشترطه السيد المرجع الأعلى مسبقاً لإجراء هذا اللقاء .. الخصوصية التي إتّسمت بها هذه المقابلة قد لا تتضح تفاصيلها في الظرف الآني او القريب , لكنّ احتمال تسريب بعض ما دار فيها من قِبَل بعض اعضاء الوفد المرافق للبابا من كبار رجال الفاتيكان , فهو أمرٌ وارد وقد يراد تسريبه لوسائل الإعلام العالمية بأفتراضٍ ما .!

من جانبٍ آخرٍ وبعيدٍ نسبياً , وإذ بابا الفاتيكان ليس كأيّ رئيس دولةٍ اخرى يزور البلاد , فكان من المفترض أن تضحى لقاءاته مع رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية فحسب ووفق سياقات البروتوكول وبمراعاة البرنامج المكثّف للزيارة , لكنّه من المؤسف أنّ شخصياتٍ اخرى وكأنها حشرت نفسها حشراً في مقابلات البابا وشكّلت ضغطاً معنوياً على الرجل دون مراعاةٍ لكبر السّن ووضعه الصحي الذي كان بائناً في حركته البطيئة

, ومع بدء العدّ التنازلي لإنتهاء الزيارة , فبأنتظار ما ستكتبه الصحافة العراقية او ما سيتسرّب لها من بعض المصادر الرسمية او الخاصة عن أمورٍ ما وتفاصيلٍ ذات العلاقة بمجريات احداث وجزئيات الأيام الثلاثة .