تعودنا بين الحين والاخر على سماع ضربات اسرائيلية على قواعد وتجمعات عسكرية ايرانية في داخل سوريا او على الحدود السورية العراقية دون رد فعل ايراني سوى تعليق نحتفظ بحق الرد حتى اصبح الخبر من هذا النوع يمر مرور الكرام .. الى ان حصل تحول نوعي للضربات الاسرائيلية شملت تصفية شخصيات وتخريب مؤسسات داخل ايران ومنها منشأة نطنز وقد اعترفت اسرائيل بالحادث بعد ان كانت تلتزم الصمت بينما ادعت ايران ان الحادث نجم عن التماس كهربائي الا ان اسرائيل فضحت كذبة الرواية الايرانية واشارت الى انفجار قنبلة داخل المنشأة الايرانية نتيجة عمل تخريبي مقصود اي اعتراف اسرائيلي بأنها وراء الحادث بينما ايران لازالت تردد نحتفظ بحق الرد او القيام باعمال هزيلة يتم تضخيمها في الاعلام لرد ماء الوجة كما هو حال ضرب السفينة الاسرائيلية قبالة دولة الامارات ولكن الملفت للنظر في كل تلك الحوادث لم نسمع عن اضرار جسيمة سوى ما يضخم في الاعلام .. بمعنى لم يتم الاعلان بشكل واضح عن مدى الخسائر سواء في الغارات على سوريا او على المنشأة الايرانية ومنها نطنز التي تعرضت للمرة الثانية دون مشاهدة ما لحق بها من دمار بما يتناسب مع التهويل الاعلامي الذي قللت ايران من اهميته بينما هناك من يتسائل اذا كان لدى اسرائيل هكذا امكانية من اختراق هذة المنشأة المحصنة ولمرتين لماذا لا تقوم بتدميرها بالكامل بدلا من اضرار قالت عنها ايران بسيطة وسوف تعاد الى العمل في غضون ايام وايضاً هناك من يقول ان ايران المعروف بغطرستها التي صدعت رؤوس العالم بتحرير القدس وتحرير فلسطين وهيئت السبل لهذا التحرير باحتلال اربعة عواصم عربية مما جعلت الحدود مع اسرائيل مفتوحة امامها ومن عدة جبهات وكل ذلك وايران لم تحرك ساكن حتى بات الجميع يسخر من بطولات ايران الوهمية بأن طريق فلسطين بات يمر عبر اليمن .. بمعنى هذة الصراعات المبهمة القت بضلال الشك على كل ما يحصل من مناوشات بين اسرائيل وامريكا من جهة وبين ايران من جهة اخرى لان الخلاف الذي استمر اربعة عقود لم نسمع برصاصة واحدة اطلقتها ايران او اتباعها على اسرائيل حتى اعتبر البعض ان المناوشات بين تلك الاطراف مجرد تمثيليات تم اخراجها في هوليود لانها ضربات محدودة لا يمكن ان ترتقي الى حرب مفتوحة وغالباً ما تقع خارج حدود تلك البلدان ويتم تضخيمها كأن يوم القيامة بات قريبا والحرب ستندلع غداً بينما في كل مرة لا يعدو الامر سوى ضحك على الاخرين ليستفاد الطرف الامريكي من ابتزاز دول المنطقة ويستفاد الطرف الايراني من التغلغل في دول المنطقة، هذة المعادلة كانها تبادل ادوار على حساب الاخرين .. لهذا ذهب البعض الى ابعد من موضوع الشك بل يعزونه الى اتفاقات سرية وفق ما مرسوم من مخطط لترتيب اوضاع المنطقة حسب السيناريو المعد لدور كل ادارة امريكية جديدة تتبوء السلطة في امريكا حيث ما يدور الان من حديث ان ادارة بايدن تخلت عن حلفائها في المنطقة وباتت تتفاوض مع ايران دون مبالات لمواقف ومطالب تلك الدول الحليفة وامست تتنازل عن بحث كثير من الملفات او التقليل من اهميتها مثل الصواريخ الباليستية والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار وانما التركيز على كيفية انقاذ الاتفاق النووي والاكتفاء بعودة ايران لذلك الاتفاق وكأن ابو زيد ماغزيت اي ضرب عرض الحائط ما تحقق طيلة الاربعة سنوات الماضية من حكم ادارة الرئيس ترامب وجاء دور ادارة الرئيس بايدن لتمحي ما تحقق من عقوبات على ايران بمجرد عودتها الى الاتفاق النووي، وايران بدورها تتبطر وتتبختر وتستفز وتفرض الشروط وتزيد كما يحلو لها من تخصيب نسب اليورانيوم مما يعني ان الغاية من هذة المسرحية الايحاء بان امريكا لم يعد يهمها حلفائها وقد تخلت عنهم من اجل مصالحها ولم يبقى من الشراكة سوى مجاملات اعلامية وكل ذلك من اجل ان يبرز المشهد الاسرائيلي على الساحة من خلال التصعيد مع ايران لاستقطاب حلفاء امريكا القدامى التي تخلت عنهم ليكونوا حلفاء اسرئيل الجدد خصوصاً بعدما بات الامر مهيئ بعد التطبيع لان متطلبات المرحلة تحويل بوصلة التحالف بدلاً من ان تكون بين العرب وامريكا ومعها اسرائيل بشكل غير مباشر الى تحالف عربي اسرائيلي مباشر نتيجة صناعة الخوف التي روجها الاعلام من الخطر الايراني ليتسنى خروج العرب من حجر قديم الى الدخول في فخ جديد، ليتسنى تسيد اسرائيل على المنطقة لانها اصبحت لم تعد عدو حقيقي للعرب ولا احد يتخوف من اسلحتها النووية التي كانت نقمة وغداً سوف تصبح نعمة في حماية المغفلين .