29 ديسمبر، 2024 3:57 ص

أبعادٌ نصف مرئيةٍ في جولة الكاظمي الأوربية !

أبعادٌ نصف مرئيةٍ في جولة الكاظمي الأوربية !

استباقاً لما قد تفرزه انتخابات الرئاسة الأمريكية , وهذا الإستباق الذي ليس وليد اللحظة , والذي ايضاً استبقَ جولة الكاظمي الأوربية الأخيرة عبر اتصالاتٍ مكثفة ودقيقة مع قادة ودبلوماسيي تلك الدول , وما دار فيها وما تخللها , والذي كذلك قد يمسى كأستثمارٍ او استغلالٍ لهدنة اطلاق صواريخ الكاتيوشا على السفارة الأمريكية والقواعد الجوية الأخرى ومحاولة إفقادها مسببات وحجج هذا الأستهداف الصاروخي ! الذي تكاد تستميت الفصائل المسلحة العراقية العائدة لأحزاب الأسلام السياسي لوضع حدٍ لهذا الحضور العسكري الأمريكي في العراق , , فكأنه تمّ حسم هذا الأمر بتولّي بريطانيا وفرنسا والمانيا بالإنابة عن الدور الأمريكي ومهامّه الستراتيجية في العراق , عبر دعم حكومة الكاظمي – الى ابعد الحدود – بالضد من مراكز القوى المتضادة معه , ومن دون قواتٍ المانية وبريطانية او فرنسية ” إلاّ من خلال الناتو ! ”  وربما يضحى ذلك عبر توصية امريكية او اتفاق بين الأدارة الأمريكية وهذه الدول الأوربية الثلاث .. وبدت جولة الكاظمي الأخيرة الى هذه الدول لتحمل اكثر من معنىً قبل اندلاع الحركة الإحتجاجية ببضعةِ ايامٍ قلائل .! , وإذ يشكّل ذلك نقطة البداية المرئية لحد الآن ,

  والتي جرى تعزيزها وتبريكها بدعمٍ ومشاريعٍ كبرى من حكومات باريس ولندن وبرلين < وسطَ ازمة الرواتب في العراق ! > مع اسنادٍ مسبق بتزويد العراق بكميات من الأسلحة الجديدة والمتطورة ” بضمنها الطائرات الحربية ” وبدفعٍ ماليٍّ – نفطيٍ مؤجّل وبأمدٍ بعيد ” .. وإذ يتفاجأ المراقبون والرأي العام بهذه الإلتفاتة الأوربية – السكسونية , فيومئ ذلك على الأقل على جعل حكومة الكاظمي لتستعد للوقوف على ارضيةٍ صلبة وفي كلا شقّيها الأقتصادي والعسكري قبل الأقتراب من مرحلة انتخابات السنة المقبلة , بالإضافةِ الى تمكين وتأهيل الكاظمي وطواقمه في مواجهة خصومه في الداخل من جوانبٍ وزوايا اخرى , من السابقِ لأوانه التطرّق نحوها .

   بشكلٍ او بآخر , يمكن القول أنّ احتمال عدم فوز الرئيس ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية < وبقدر تعلّق الأمر بالعراق > ومتطلباته كساحة صراع تتولّى القوى العراقية التابعة لطهران ” ميدانياً ” عملية ادارتها , فيبدو والى حدٍ كبير أنّ هذه المسألة قد جرى معالجتها بأساليبٍ وسبلٍ اوربية مبدأيةٍ ومبكّرة , وبدبلوماسيةٍ فائقة … من الملاحظ أنّ مجريات هذه الأحداث فأنما تجري بتوائمٍ وتناغمٍ  متزامن مع العقوبات الأمريكية الجديدة التي تتوالى على طهران .

تنبغي الإشارة كذلك أنّ كلّ ما مذكور في اعلاه , فأنما يفتقد الى الجدلية الدياليكتيكية المطلقة , وهو اقرب الى صورةٍ براغماتيةٍ تقريبية الى واقعٍ تتّسعُ فيه الوقائع .!