من على شاشة التلفاز – وبعفوية طاهرة ونقية – وصف مواطن عراقي محبط او قل وصل حد اليأس .. الوضع الحالي في العراق .. بجملة واحدة وبالخط العريض قال : عندنا الساسة إذا اختلفوا يقتلونا و إذا اتفقوا يسرقونا .. كانت هذه الجملة اصدق وصف للعلاقة بين المواطن وبين المسؤول في كل مستويات المسؤولية .. وبعيدا عن اسلوب الخطابة في عرض وجهة النظر .. الذي يستغرق في مساحة الجانب العاطفي قدحا او مدحا .. فان الوجوه التي تصدّت للشان العام , وبصوت الناخب العراقي المتحمّس للتغيير والناقم على النظام الصدامي الهالك .. لم تترك عذرا لمعتذر منهم .. بما أهدرّوا من اموال طائلة من ثروات العراق .. غباءا في التوظيف او نهبا معلنا او مبّطنا على ايدي البعض منهم .. يالبياض الثياب وتلميع الاسنان والوجوه والمؤخرات .. ويالعفونة الضمائر .. فالبرلمان لم يعقد بنصاب كامل إلاّ بشق الانفس .. ولا يمر قانون الاّ بطريقة هذا لك وهذا لي , او بطريقة ما يعرف بالسلة اواحدة ( كوترة كبيع الرقي في ايام الخير ) .. وكان الامل ان يتدخل المعتدلون للضرب على ايدي المفسدين منهم , لوقف مسلسل الخراب والمهاترات وضياع المليارات التي ترصد في ميزانياته ولكن مرت السنون ولم يحصل أي شيء من هذا . إن الغاية من هذا المقال ليست فضح المفسدين .. وان كان هذا يدخل في باب الامر بالمعروف والنهي عن منكر .. ولكن الغاية وضع بعض الحلول للتقليل من مظاهر الفساد بنوعيه : المالي والاداري , والذي يعتبر عصب الحياة الممّول للارهاب , والحل حسب رايي القاصر هو السعي لتغيير الادارات في مختلف مؤسسات الدولة .. وإعتبارا من منصب الوزير الذي يتغيّر بعد كل دورة انتخابية .. ونزولا الى ابسط ادارة في الدولة العراقية .. حيث ان التغيير عنصر فعّال في عدة مستويات : اولها : إحداث نقلة نوعية في سياقات عمل كل
إدارة , بعد ان نالها صدأ سنوات الوتيرة الراكدة وغاب عنها دماء التجديد والتطوير في السياقات والرؤى .. بادارة قد بلغت حد العقم بتقادم السنين وهرم العقل والبدن .. والفائدة الثانية : القضاء على ( حاشية ) او عش الدبابير لمملكة المدير المخّضرّم والتي هي اس الفساد .. فالحواشي هي التي تدير وتدبّر خطط الاستحواذ على المال العام باسم ورضى المدير الذي سوف يقبض حصة الاسد من الغتائم .. والفائدة الاخرى تغيير ثقافة سائدة منذ عقود : بان المدير لا يغيّر الا بيد عزرائيل .. مما يجعل هذا الشخص المبتلى بكرسي الجنون والعظمة .. مستعدا للتنازل عن كل شيء ثمنا لبقائه في كرسي الزعامة .. وان تتطلب ذلك التضحية بمصالح البلاد والعباد – ولهذا بقينا ندور في حلقة تخل
ف مفرغة بيد هذه الادارات الفاشلة – فلا اعمار ولا بناء ولا شيء جديد .. فالعقول الفارغة كالارض المتروكة سوف تصبح مكبّا للنفايات , وللبعض الذي كان يحلم بالكورسي قبل التغيير وقد تحقق حلمه فيه , اهديه هذه النصيحة لكي ينتبه على حاله : أن ينتقل المرء بسرعة من تحت الارض الى قمة السلطة .. تجعل المرء يشعر بالدوار .. هكذا قال المختصون في علم النفس الانساني …
قال ناصح ومضى : إن هواة السلطة واللاهثين خلف المناصب والمكاسب المالية هم الذين يكرون ثقافة التكرار وتصنيم الاسماء وغلق نوافذ التجديد.