من ثراث افكارنا الاسلامية التي مازالت تتلى على العقول ويصر أصحابها على أنها حقيقة ونبراس يجب التصديق به ولكن لو أرجعتها إلى العقل والمنطق لرفضها رفضا قاطعا.
فقد ذكر في كتب التاريخ والتراث انه حينما نزل الوحي على نبينا الكريم محمدا صل الله عليه واله وسلم ،في غار حراء جاء إلى السيدة خديجه يرتجف وقال لها ( زملوني زملوني )أي غطوني أو دثروني في لهجتنا الدارجه هذه الأيام .
وحين هدأ روعه عليه الصلاة والسلام واله الطاهرين قص على السيدة خديجة ماجرى عليه وبعدها ذهبوا أو ذهبت هي وحدها كما في بعض الروايات إلى ورقة بن نوفل وكان يهوديا أو نصرانيا كما تقول الروايات ايضاً وبشرها بان الذي جاءه هو الناموس الأكبر أي جبرئيل عليه السلام وهو لا ينزل إلا على الأنبياء ولذلك فهو نبي هذه الأمة .
هكذا وردت هذه الروايات بصيغ مختلفه ولكنها تلتقي بمعنى واحداً ان رسولنا الكريم محمدا صل الله عليه واله وسلم كان يتعبد في غار حراء دون ان يعرف الله سبحانه وتعالى وأنه حين خاطبه الله اول مرة وقال له ( اقرأ باسمك ربك ) قال أنا لست بقارئ أي انه لايعرف القراءة والكتابة وان الذي عرفه بمقام النبوة رجل يهودي أو نصراني كان يسكن في احد أحياء مكة .
أي هراء هذا وأي حكايات تلك التي تطفح بها كتب التاريخ والتراث الإسلامي لهذه الأمة التي عملت ولازالت تعمل على سلب كل فضلية إلا القليل منها الذي يناصر النبي الأكرم وينزع عنه كل الصفات الغير محمودة التي ألصقتها به هذه الأمة .
فهل ان النبي الأكرم كان يذهب إلى عبادة الله وهو لايعرف إلى من يذهب أو من يعبده ولايعرف ان جبرئيل عليه السلام هو من نزل عليه ،وان يهوديا أو نصرانيا كان اعرف منه ان الذي نزل عليه هو الناموس الأكبر.
ان هذه المغالطات وهذه الأراجيف والحكايات هي التي مهدت وجرأت الكتاب والمستشرقين الغربين على ذم سيرة النبي الأكرم ، وحملة الرسوم المسيئة وما تبعها استنادا إلى هذا التراث المعادي للنبي وأهل بيته عليهم السلام ولازالت تلك المغالطات تحتل مكانا في تراث هذه الأمة فمتى تستفيق العقول وتمارس عملها وتنتصر لرسول الله وتنصفه من تلك الأباطيل .