22 ديسمبر، 2024 11:40 م

الإعلام بأنواعه مترع بالأباطيل  وهي معلومات كاذبة مخادعة لتمرير أجندات ومآرب مرسومة.

الإعلام وسيلة تفاعلية ذات نوايا وتوجهات , فمنذ بدء الصراعات بين البشر  , كان للدعاية وما يتصل بها من إشاعات الدور الأكبر في النيل من الطرف الآخر في حلبة الصراع.

وأكثر الإنتصارات لعبت فيها النشاطات الإعلامية دورا مهما في تأمين الهزيمة , وفوز صاحب الصوت الدعائي  القوي  المهيمن على واقع السلوك بين أطراف الصراع الدائر.

فجنكيز خان وأحفاده بسطوا نفوذهم على بقاع شائعة من الأرض بتأثير الإشاعات وترويج الأباطيل , والتصورات الكاذبة عن قدراتهم البطشية بالآخر , فحققوا الهزائم النفسية قبل المواجهة , وكان لهمما أرادوا بعد أن عززوا سلوكهم بجرائم بشعة وفظيعة.

وفي زمن التواصلات الأرضية المتسارعة , أصبح أسلوب بث الإشاعات وتزويق الأخبار , ودسها في النفوس والعقول مهارات تعتمد على نظريات نفسية وسلوكية , بعضها معلومة وأكثرها مكتومة.

الإعلام قوة ناعمة فاعلة في الحياة لتصنيع الآراء وفقا لمشيئة أصحابها.

الإعلام قائدنا وبوصلة سلوكنا المؤثرة في مسيرتنا فوق التراب , وهو الذي يؤهلنا لرحلة الغياب , بما يمليه علينا من تصرفات ذات توجهات إمحاقية.

فلكي تتحكم بمصير البلاد والعباد عليك بإعلام موّجه يعزز ما تقوم به من أفعال مهما كانت طبيعتها , فعليها أن تبدو ذات رونق جميل , وقدرة على الخداع والتضليل والإمتهان والتغفيل , وقابلية على الإلهاء والتجهيل , وأخذ الناس بعيدا عن المطالبة بحقوقهم الإنسانية.

فالإلهاء من أنجع وسائل الحكم , والإعلام الموجه منبعه وقائده , فالسلطة إعلامية , ومسلحة دامية!!

و”الكلمة الطيبة صدقة”!!

“وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون”!!