الإعلام بأنواعه مترع بالأباطيل وهي معلومات كاذبة مخادعة لتمرير أجندات ومآرب مرسومة.
الإعلام وسيلة تفاعلية ذات نوايا وتوجهات , فمنذ بدء الصراعات بين البشر , كان للدعاية وما يتصل بها من إشاعات الدور الأكبر في النيل من الطرف الآخر في حلبة الصراع.
وأكثر الإنتصارات لعبت فيها النشاطات الإعلامية دورا مهما في تأمين الهزيمة , وفوز صاحب الصوت الدعائي القوي المهيمن على واقع السلوك بين أطراف الصراع الدائر.
فجنكيز خان وأحفاده بسطوا نفوذهم على بقاع شائعة من الأرض بتأثير الإشاعات وترويج الأباطيل , والتصورات الكاذبة عن قدراتهم البطشية بالآخر , فحققوا الهزائم النفسية قبل المواجهة , وكان لهمما أرادوا بعد أن عززوا سلوكهم بجرائم بشعة وفظيعة.
وفي زمن التواصلات الأرضية المتسارعة , أصبح أسلوب بث الإشاعات وتزويق الأخبار , ودسها في النفوس والعقول مهارات تعتمد على نظريات نفسية وسلوكية , بعضها معلومة وأكثرها مكتومة.
الإعلام قوة ناعمة فاعلة في الحياة لتصنيع الآراء وفقا لمشيئة أصحابها.
الإعلام قائدنا وبوصلة سلوكنا المؤثرة في مسيرتنا فوق التراب , وهو الذي يؤهلنا لرحلة الغياب , بما يمليه علينا من تصرفات ذات توجهات إمحاقية.
فلكي تتحكم بمصير البلاد والعباد عليك بإعلام موّجه يعزز ما تقوم به من أفعال مهما كانت طبيعتها , فعليها أن تبدو ذات رونق جميل , وقدرة على الخداع والتضليل والإمتهان والتغفيل , وقابلية على الإلهاء والتجهيل , وأخذ الناس بعيدا عن المطالبة بحقوقهم الإنسانية.
فالإلهاء من أنجع وسائل الحكم , والإعلام الموجه منبعه وقائده , فالسلطة إعلامية , ومسلحة دامية!!
و”الكلمة الطيبة صدقة”!!
“وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون”!!