23 ديسمبر، 2024 12:33 م

آه من الفلول ..آه

آه من الفلول ..آه

إن الدول التي تحترم شعوبها، تحسب الفرد رأس مالها، يتحتم عليها الحرص على حياته . وحمايته والحفاظ على كيانه من الأخطار من أولى مهماتها. فهذه الدول تعتبر مقتل شخص في حادث نتج عن إهمال جهة حكومية مسؤولة ، جريمة لا تغتفر ، قد تتسبب بتقديم المسؤول أو الوزير شخصيا استقالته ، والأمثلة كثيرة على ذلك نسمع بها ونشاهدها كل يوم تطالعنا بها الفضائيات والإعلام المرئي والمسموع . أما نحن فلا ندري لم هذه الاستهانة بأرواحنا كأننا لسنا بشرا، نذبح كل يوم بالجملة والمفرد ، ولا تكلف الحكومة نفسها سوى خبر عابر في إعلامها ، وفي اليوم التالي ينسى الحادث وكأن شيئا لم يحدث ولا نهر دم سال بالأمس، وراح جراء الحادث ضحايا هم آباء لأسر وأبناء ونساء وأطفال وشيوخ . كل يوم نقتل بالمفخخات والمتفجرات، والعبوات اللاصقة وبكواتم الصوت وتخرب بيوتنا ومبانينا وبنانا التحتية ، ولا ندري من يقف وراء هذا كله ، أهي جهات من داخل البلد أم من خارجه أم من الاثنين معا أي بأيد داخلية وبتخطيط ودعم خارجي .؟ ومن نسأل ليدلنا على الجاني وعن السبب.. لا ندري .؟. الحكومة لا تصرح بحقيقة من يقف وراء هذه التفجيرات والاغتيالات . ووزارة الدفاع والداخلية ، ليس لديها غير شماعة فلول حزب البعث تعلق عليها الجرائم التي تستنزف دماء العراقيين ،وتدمر البلد.. ولا غير هذه الفلول ..ولا ندري الصدق من الكذب . وهناك من يقول،إن هذه الأعمال، من تدبير هذه الدولة المجاورة، والآخر يقول بل من تلك . وهناك من يقول إن سببها الصراعات السياسية بين الكتل والأحزاب تنفذها ميلشياتها ، وحماياتها . وكلما حصل انفجار راح ضحيته العشرات طلع علينا مسؤول امني بتصريح مفاده إن الانفجار (كان بالريش ) ولازال الوضع الأمني مسيطر عليه ومستقر و( فللي وعال العال ) . والانفجارات مستمرة ، طالت كل أيامنا ووصمتها بالدم والحديد والنار. فهناك الأحد الدامي والاثنين الدامي والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة والسبت وعيد الفطر والأضحى وأثناء الزيارات الدينية والمناسبات الوطنية  ولم يبق يوم من أيام الأسبوع أو شهر من  أشهر السنة ، إلا وكان داميا. والضحية، الشعب العراقي دائما، وكل واحد منا معرض للموت في أي لحظة ، إلا مسؤولينا ، فلم نسمع بواحد منهم قتل أو فخخ إلا من شاءوا له ذلك وبأيديهم. ترى من هم هؤلاء أعداؤنا الذين يصل بهم الحقد علينا إلى تفجيرنا وقتلنا بلارحمة..ودون ذنب جنيناه.؟ وهل هم أشباح لا يمكن الإمساك بهم ومعرفة الجهة التي ينتمون إليها .؟ . وهل حقا إن حكومتنا لا تعرفهم .؟ أم إنها تعرفهم وتخشى التصريح بانتماءاتهم، خشية الفضيحة .؟ . ومتى تنتهي هذه المهزلة وهل نظل نذبح كالنعاج ولأجل من .؟ من اجل ديمومة سلطة شخص  أم جهة معينة ،ولم لا تتنحى هذه الجهة أو هذا الفرد عن الكرسي حقنا لدماء الأبرياء.أو لم لا نتصالح مع هذه الجهات التي تقوم بهذه الجرائم ضد الشعب العراقي ونفهم مطالبهم وتحقيق ما يمكن تحقيقه من مشتركات .. مما يبدو إن ما يجري من مآس علينا، ستستمر وتظل الحكومة على تصريحاتها التي تصر على إن هذه التفجيرات وأعمال القتل تقف وراءها فلول البعث ، ونظل نسمع هذه الكليشة ، وبأن ( الوضع الأمني مسيطر عليه ) ، ونتساءل( إلى متى يبقى البعير على التل) وهل نظل ضحية جرائم لا ناقة لنا فيها ولا جمل .علما إن ما يجري لو حصل في أية دولة مسؤولة حقا، عن حياة شعبها، لقامت الدنيا ولا تقعد. ولاستقالت الحكومة ووزارة الدفاع والداخلية واستبدلت الأجهزة الأمنية وقياداتها ، ولا يهدأ لأحد بال حتى يقعوا على العلة ويفكوا لغز هذه الجرائم والقضاء على مرتكبيها. ولكن يبدو إن نهر الدم العراقي ، بنظر ( الهلمة )السياسية التي تقودنا إلى الهلاك ، ماء من الحنفية ، ولم لا، مادامت حكومتنا وبرلماننا ومسؤولونا وأسرهم وأبناؤهم وأقرباؤهم ومن تبعهم ، سالمين غانمين ، وعدا ذلك لا شئ مهم ..و لك الله يا عراق ..لك الله .