حثت بدموعها خلايا العالم حين نثرتها بين اضلع ارض يباب، وبعثرتها بين الخطوات، ورمتها بوجوه صدئة، وبعيون خالية من اي بريق، وجدت استجابة قدرية، تحت قبة تسمى برلمان وطن يحترق، لا نجيد ان نغازل تاريخه او جغرافيته، الا بالدموع فقط، حبست نفسها وهي الحرة بيننا في آهات وصرخات، هي النائبة الدؤوبة فيان دخيل التي احتفلت بشجاعتها منظمة (RAW in WAR) الحقوقية (Reach All Women in WAR) (الوصول إلى جميع النساء في أوقات الحرب) بمنحها جائزة آنابوليتكوفسكايا، كان صراخها ودموعها رسالة احتجاج يقينية بوجه الظلم والعدوان، ومناصرة شعبها وناسها وحمايتهم من الإرهابيين، وقالت ناتالي لوسكولت ممثلة الجهة المانحة للجائزة إنها تمنح لمن يخاطرون بحياتهم دفاعا عن النساء والبنات في العالم وأثنت على شجاعة دخيل “المذهلة” واصفة اياها بأنها امرأة رائعة، وإنها لا تنتقد الفظائع وحسب وانما توصل المساعدات شخصيا وتفعل كل ما هو ممكن لمساعدة شعبها وتعزز هذه الجائزة الأصوات وتدعم أفعال نساء مثل فيان ومن الاهمية بمكان أن ينصت العالم إلى شجاعتها، وتلك الجائزة أسستها الصحفية البلغارية ماريانا كاتساروفا، عام 2007 بعد عام من اغتيال آنا بوليتكوفسكايا الصحفية الروسية التي كانت معروفة بتقاريرها حول انتهاكات حقوق الانسان في جمهورية الشيشان والجمهوريات الأخرى في شمال القوقاز، والتي قتلت بالرصاص في موسكو في السابع من تشرين الاول 2006 عن 48 عاما، إذ استسلم جسدها للموت مثل اي محارب.
بعد ان اطلق عليها مسلحون مجهولون النار وذهبت ضحية بحثها عن الحقيقة، وفازت بعدة جوائز عالمية ومنها جائزة اليونسكو-غييرموكانو العالمية لحرية الصحافة للعام 2007 بناء على توصية لجنة تحكيم دولية مستقلة تتالف من اربعة عشر صحفيا محترفا ومدير نشر في العالم، وهي المرة الاولى التي تمنح لشخص بعد وفاته، و(آنا) اثبتت شجاعة وصلابة مذهلتين من خلال مواصلة تغطيتها لأحداث الشيشان وبحثها المستمر عن الحقيقة، ونقلها للناس بعيدا عن تاثيرات السياسة والمال والشهرة، الفت (آنا) كتابا عن حرب الشيشان بعنوان (رحلة الجحيم) وآخر عن غرباتشوف، وتحولت مقالاتها، حول الأوضاع في الشيشان إلى العديد من الكتب وتابع القراء في العالم تحقيقاتها ومنشوراتها من خلال صحيفة نوفيا جازيتا الروسية المعروفة بتحقيقاتها التي تغطي الشؤون السياسية والاجتماعية الروسية الحساسة، واتهم الكرملين بقتلها بتوصية من بوتين بعد تأليفها لأشهر كتبها (روسيا بوتين) جاء ذلك وفق شهادة زميلها الصحفي الكساندر ليتفينينكو الذي تم اغتياله بعد شهادته بمادة سامة عام 2010، وفي دورتها السابعة عام 2013 منحت الجائزة للفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي لشجاعتها في مواجهة طالبان والعمل على نشر تعليم الفتيات في أكثر مناطق باكستان تخلفا، والتي أصيبت برصاصة في الرأس داخل حافلة مدرسية عام 2012 على يد عناصر من حركة طالبان التي اعلنت مؤخرا تحالفها مع تنظيم داعش الارهابي، بسبب نشاطها في مجال تعليم البنات، كما حصلت ملالا على جائزة نوبل للسلام لهذا العام، وقبلها (2012) منحت جائزة آنابولتيكوفسكايا للناشطة.