آمرلي مدينة لا تعرف الخنوع ، ظلمها العالم والجيران وظلمناها نحن الذين لم نحرك ساكناً من دون أن نفكر بتلك المدينة التي واجهت الإرهاب الداعشي بلا عكازة
آمرلي في عيون الدواعش فتاة جميلة حان وقت اغتصابها، وفي عيوننا هي أبهى وأجمل من أن تمسها أجساد بعقول عفنة .
آمرلي مدينة فقيرة سكانها بسطاء غالبيتهم من الشيعية ليسوا ككل السكان فقد أخذوا من الحسين (عليه السلام) رباطة الجأش والثبات عند الصعاب والزهد في هذه الحياة وقلة الناصر وخذلان الصديق، تاريخ آمرلي يعادل تاريخ أمم كامل ، ماهرة في تعكير مزاج الدواعش وعصية عليهم، آمرلي واجهت العطش بالإيمان والخوف بالصبر والموت باليقين
آلامرليون الأبطال استسهلوا الموت على أن تشردهم داعش وحواضنها وقفوا بصلابة على الرغم من صمت العالم المخيف اتجاههم، محاصرون من كل جانب ليس أمامهم سوى فوهات الموت والقتل والدمار الداعشي .
يفترض إسعاف آمرلي فورا فكل دقيقة تمر يعني أن هناك تقدماً لداعش فالأخبار الواردة من هناك أن الصمود الآمرلي لن يستمر طويلاً لاسيما وأن الدواعش يحضرون إلى معركة شرسة قد تنتهي باقتحام هذه المدينة كما تقول الأخبار الواردة من هناك، النحيب والرثاء والنعي والتأسف والعزاء والدموع ستكون في سراب الريح ما لم يشد العراقيون العزم لتطهير محيط آمرلي من الدواعش ومن العشائر الصبيانية التي تتعاون معهم ونست أن أهالي آمرلي عراقيون بقدر عمق التاريخ وأيامه وكتلنا السياسية انشغلت بفرحة توزيع المناصب الحكومية ونحن متفرجون متميزون ننظر إلى مشهد الذبح الداعشي لهذه المدينة ونخاف أن نقول كلمة أو نعلن موقفاً حتى أصبحنا غير عراقيين
الأسلحة البدائية التي يستخدمها الآمرليون الأشاوس نخرت تماسك الدواعش الأجانب والعشائر الداعشية القريبة من آمرلي التي تريد إبادة السكان العزل حتى بكرة أبيهم فالخيبة الشيء الوحيد الذي يحط على رؤوس الدواعش .
كل هذا يجري مقابل ضعف كبير من الجهات الحكومية المختصة في لفت الأنظار إلى هذه المدينة الصغيرة التي قاومت داعش وصمدت بوجه هجماتها المتكررة .
أيها الآمرليون المذبحون بسيوف الاخوة ، لا ينفع الاعتذار ولا التبرير ولا ينفع حتى الوقوف على التل نحن في وادٍ وأنتم في وادٍ آخر، نحن في وادي
الاتكال وأنتم في وادي التضحية والشهادة ، نحن نعشق الحياة وانتم تعشقون الموت ورؤوسكم مرفوعة، في الواقع المادي قد تخسرون المعركة مع الدواعش لو ابتعد عنكم الدعم اللوجستي،لكن سيذكركم التأريخ منتصرين من دون شك كما ذكر الحسين وأصحابه، الدواعش البائسون يظنون أن آمرلي لقمة سهل ابتلاعها، لكنهم هذه المرة اخطأوا الهدف، فآمرلي كربلاء العصر