18 ديسمبر، 2024 8:44 م

آما ارتويتم من دمائنا.؟

آما ارتويتم من دمائنا.؟

* تصرفات النخبة السياسية السنية، مثار إستغراب، يشعر المتابع أن معظمهم لا يفقه المتاجرة إلا بالدماء، المحافظات السنية التي يفترض ان يمثلها هؤلاء الساسة، شبه خالية من السكان، واكثرهم وطنية وتعلق بالارض التي ولد على اديمها لم يزرها منذ أشهر، فمن يفقد الأرض والبشر، ماذا بقى لديه، وعلى ماذا يعول.؟

أطلعت على تصريح لرئيس العراق فؤاد معصوم، يقول بعد أحداث صفحة (الغدر والخيانة)، التي جرت في التسعينيات، وهجر معظم الأكراد بيوتهم أما إلى دول الجوار أو إلى الجبال، كنا نتمنى أن ندعى لمفاوضات مع الحكومة العراقية في حينها، وكنا مستعدين لتقديم أي تنازلات، لأجل إيقاف القتال لإعادة الأكراد إلى مناطقهم، فقد كنا نخشى أن نخسر الأرض ويتفرق شعبنا بين الدول، وبالتالي تصبح قضيتنا كالقضية الفلسطينية…

هذا التفكير يعبر عن حكمة وشعور بالمسؤولية، للأسف افتقده الساسة السنة اليوم، من أعضاء مجلس نواب إلى وزراء إلى أعضاء مجالس محافظات وحتى محافظين، وأضحى حالهم كحال قادة الحراك ممن يعيشون معاناة أهلهم، من فنادق ومراقص اربيل وتركيا ودبي وعمان، بعد أن أفضى حراكهم عن تهجير وقتل وسبي في المحافظات التي أسموها محافظات الحراك السني، قبل أيام اتفق مجلس الوزراء على تمرير قانون المساءلة والعدالة وتجريم البعث، ومرر قانون الحرس الوطني، وهذا انجاز جيد ومقبول من الحكومة، مهما كان رأينا فيها، ويبدوا أن الأوامر صدرت من الجهات التي لا تريد للعراق وللمحافظات السنية أن تستقر ليصرح المطلك وهو نائب رئيس الوزراء المتنعم بأموال المهجرين، بأن قانون المساءلة والعدالة أسوء من اجتثاث البعث، ليعقبه وزير البيئة ويقول أن وزراء اتحاد القوى لم يصوتوا على القانون، ليلتحق بهم فاقد الهوية والانتماء علاوي، ليصف تجريم البعث بأنه خلاف الديمقراطية، رغم أن المانيا تجرم النازية منذ(56) عام، فهل اصبح علاوي اكثر ديمقراطية من المانيا.! نسئل اتحاد القوى…

ما هذا الإصرار على البعث والبعثيين.؟ هؤلاء الذي لو كان فيهم نفع لنفعوا أنفسهم ولم يتركوا الأرض بيد الامريكان، ولو كانت لديهم مبدئية لما تحولوا إلى دواعش، ثم هل أن البعثيين هم من السنة فقط، أم أن البعثيين أهم من الأطفال والنساء الذي تعيش في الخيم تحت رحمة الجوع والبرد والذل.! البعثيين رجال الحراك السني الذي ورطوا به المساكين وتركوهم يواجهون مصيرهم، إضافة لذلك اصدر مجلس الانبار قرار عجيب وغريب بالزمان والمكان، وهو تحويل ناحيتي عامرية الفلوجة والنخيب الى اقضية، مجلس الانبار الذي عاد وفده المجهول الصفة والمهمة من امريكا، بعد أن أهين هناك بعدم استقباله من أي مسؤل امريكي، سوى موظفين صغار في الخارجية الامريكية، لماذا الإصرار على التصعيد من قبل ساسة السنة الاتحاديين والمحليين، مع أي فرصة للتهدئة وأي بريق أمل بانتهاء، محنة الانبار

وصلاح الدين والموصل، أبناء الانبار يعرفون أن النخيب منطقة تابعة لكربلاء اقتطعها صدام لأسباب أمنية في حينها، كي لا يكون هناك منفذ لكربلاء مع دول الجوار، وشرع قانون بإعادة ترسيم الحدود بين المحافظات، فما مبرر إصدار هكذا قرار.؟ سوى التصعيد وإدامة أمد الأزمة، ابناء المحافظات السنية من الفقراء المشردين، يلعنون البعث والبعثيين، ويلعنون النخيب ومن يريد أن يجعل منها مبرر لإطالة أمد الأزمة، ويدعون الحشد الشعبي والمليشات إلى الدخول لمحافظاتهم، لتحريرها وإعادتهم الى بيوتهم التي فخخخها وفجرها تنظيم الدولة، بالتعاون مع ممثليه من الساسة السنة ممن رفضوا المساءلة والعدالة والتجريم، وحولوا النخيب الى قضاء، وهاجموا كل شريف يريد مساعدة الناس، وأنا مسؤول عن كلامي، أن هذا لسان حال كل الأبرياء المشردين…