بين ركام الاحتراب داخل البيت الملكي, وفضائح الخسارة الفادحة سياسيا وعسكريا, ووضوح نواياها المذلة للسنة, أمام المجتمع السني, المملكة السعودية تحاول ستر عورتها.
تأريخ لطخت صفحاته دماء الأبرياء من السنة, حتى خلف مجتمع جاهل لتعاليم دينه, في قلب عاصمة الإسلام, وهذا ما أفرزته نتائج العمالة المطلقة, التي مررت من خلالها إسرائيل, مخططها الرامي للسيطرة على الوطن العربي, فكان آل سعود مطيتها المطيعة, ولكن كان طريقها مغلق, فقد ساهمت الأحداث الأخيرة, بتجريد آل سعود من أقنعة التأسلم والعربية, حيث من غير المعقول إرسال المسلمين العرب إلى محرقة تخدم إسرائيل.
إن عملية ( عاصفة الحزم اليمني ), الرمق الأخير لهلاك المملكة السعودية, التي تعيش اليوم حالة الاحتراب داخل البيت الملكي, وقد تكون الورقة الأخيرة لإسرائيل وحلفائها في المنطقة, ولا تتوهم المملكة السعودية بأنها ستعيد هيبتها في المنطقة, أكثر من أن حركتها الأخيرة, ستعصف بالسعودية نفسها والمنطقة العربية, وبالتالي ستكون شوكة العرب السنة قد أهلكت نفسها وأهلها, كما حدث في سوريا والمنطقة الغربية من العراق.
داعش هو العدو الوحيد, واللقيطة التي زرعتها إسرائيل في رحم الخليج, وسوف تقطع أحشاء أمها, فلا داعي للتظاهر بالقوة إمام ما تفعله تلك اللقيطة اليوم, فإيران أصبحت دولة عظمى شاءت السعودية أم أبت, عجبا لتفكير أصحاب الأمر في السعودية, وهم يعلمون وضعهم الداخلي, كيف يصدقون إنهم قد يوازوا إيران في قوتها؟! وإيران اليوم تحارب من يخاف على السعودية منهم؟! إنها تضع نفسها موضع حيوانات الاختبار.
تدخل السعودية في شأن اليمن السياسي الداخلي, يعد عملية انتحارية أقبلت عليها السعودية, فهي لم تأتي بغطاء دولي من الأمم المتحدة, وهذا يرجعنا إلى الخلف قليلا, حيث سياسة الهدام, ودخوله الأهوج إلى الكويت, والذي كان بدعم خفي من أمريكا حليفة إسرائيل,وبالتالي لم يفلح بإبراز نفسه كقوة ضاربة في المنطقة, وتكبد كلا الشعبين نتائج هذه السياسة الهوجاء, فهل تريد السعودية أن تجرب ذلك ثانية بدماء السعوديين واليمنيين؟
قانونيا أمام رأي الشارع فلا دخل لأمريكا بما يجري في اليمن, وعندما تشعر بأن العملية باءت بالفشل, وهذا ما متوقع لها, ستظهر بقناع المدافع عن القانون, ولا غطاء قانوني لدى السعودية, وستكون مملكة السعودية في أدراج الهاوية, ويكون الوضع السياسي متخلخل تماما, مما يتيح لداعش السيطرة على المملكة, بحجة الولاية الإسلامية, وبدل أن تستر عورتها العائلة المالكة, سنجدها تتحول إلى داعرة سياسية علنية, وتسقط هيبتها المعهودة في المنطقة, كما ستفتح نار جهنم بالنسبة للخليج, وتعود الجزر المتنازع عليها مع إيران للواجهة من جديد.
عورات آل سعود لن تستر بعد اليوم, وشأن اليمن شأنا سياسيا داخليا, فلا يحل إلا بالسياسة, ودخول السعودية بهذه الهمجية, لا يزيد الطين إلا بلة, وسيكتب التأريخ بخجل عن مملكة كانت هنا.