يلعب النظام السعودي دوراً خبيثاً في الدول المُسلمة، من خلال تأجيج الصراع المذهبي، خدمةً لأسياده الصهاينة.
أنتشار التشيع في البلدان الإسلامية، تحولَ من كونه ظاهرة وقتية إلى حركة مستمرة، نتيجة إظهار الحقائق التي غيبتها الأنظمة الدكتاتورية، منذ الأمويين والعباسيين وصولاً لحكومات صُنعت في تل أبيب.
واضح للعيان مدى العداء الذي يكنهُ الصهاينة للشيعة، كونهم يشكلون خطراً على بقاء إسرائيل، في قبال رضا يهودي على حُكام الخليج والإسلام السني المتشدد، لأنهم نجحوا بتحريف الفكر الإسلامي في دولهم، وأستخدموه وسيلة لشراء الحُكم.
عام ٢٠١٣ دعم النظام السعودي حكومة مصر المنتخبة، والتي رأسها محمد مرسي زعيم حزب العدالة والحرية المتشدد، هذا الحزب الذي يمثل الجناح السياسي لتنظيم الأخوان المسلمين، قوبل بترحيب الدول المناصرة لحركات التشدد الإسلامي، وبدأ الريال السعودي والقطري يتزاحم مع الليرة التركية في بنوك مصر.
ثمانية مليارات دولار دعم قطر للمركزي المصري، وأربعة مليارات دولار من السعودية، ومليارين دولار من تركيا، ما وضع الرئيس مرسي في خانة ضيقة، فالاخوان المسلمين وليد الرحم السعودي، أصبحَ بين دولٍ تزفر الأموال لقاء التبعية الدينية والسياسية، حتى وصلت الأمور إلى خلافات حادة بين الدول الداعمة.
دولارات الأنظمة الوهابية دفعت مُرسي لمحاربة التشيع في مِصر، فأستهل الأمر بتصعيد الخِطاب الطائفي ضد الشيعة، وإصدار أمر منع الشيخ حسن شحاته من السفر، ليترتب بعدها عملية أغتياله بطريقة وحشية، بأشراف أثنين من أتباع مُرسي وأمام أنظار الأجهزة الأمنية!
قنابل مولتوف وحجارة تُلقى على بيتٍ يحتفل فيه مجموعة من الشيعة، بمنطقة زاوية ابو سالم قرب الهرم، وقرابة ألف شخص يقودهم أثنين من جماعة الأخوان المسلمين، طقوس مدنية في بلدٍ يجولُ فيها الصهاينة في كُلِ صوب، إلا أن الغيرة الوهابية كعادتها تركت اليهود وقتلت الشيعة، ضربوهم بالعصي وقضبان الحديد، وأوثقوا أيديهم وأرجلهم وجروهم عبر الشوارع!
رحل الشيخ شحاته مُعبراً عن مظلومية الملايين من الشيعة، ليكون الرد على مرسي قاسياً، فبعد أقل من ثلاثة أشهر أحالت النيابة العامة المصرية المخلوع مرسي، لمحكمة الجنايات بتهمة التحريض على القتل!
حادثة الشيخ حسن تكررت بنفس السيناريو في نيجيريا قبل أيامٍ ثلاث، فالسلطات النيجرية سربت صوراً لزعيم الحركة الإسلامية، الشيخ أبراهيم زكزكي الشيعي المعتدل، وهو يتعرض للإهانة والدماء على طرفي وجهه، مربوط الأيدي والأرجل ويتعرض لجرٍ في شوارع الطغاة.
قبل ثلاث أشهر بالتحديد، أستبدلت السعودية سفيرها بنيجيريا، وأستلم فهد الصفيان الذي شغل مناصبٍ عدة، في دولٍ تتعرض لضغط الجماعات التكفيرية كباكستان والسودان، أستلم؛ مهامه كسفير المملكة في نيجيريا، وبعد فترةٍ قصيرة أستقبل الرئيس النيجيري بخاري، وفداً يمثل الشورى السعودية، لتبدأ بعدها حملات المداهمة والأعتقال لشيعة نيجيريا، حتى وصلت لزعيمهم الشيخ الزكزكي.
الأحداث تتشابه؛ النوايا أيضاً متشابهه، القلق الأسرائيلي- الوهابي من التمدد الشيعي، يُكرر خطأ المعزول محمد مرسي، فتقرير المنظمة العالمية لحقوق الإنسان عقب حادثة الشيخ شحاته، كان صريحاً بأتهامه مصدري الفكر المتطرف، جاء فيه:
“يأتي أعدام أربعة من الشيعة على نحوٍ وحشي وطائفي، عقب عامين من الخطاب بالتحريض ضد هذه الأقلية الدينية”.
السعودية بدأت تتحول إلى دولة ممسوخة بفعل صناعتها للمسوخ، وكل رهاناتها على الرئيس النيجيري ستخسر، مثلماً خسرت مرسي سابقاً وتخسر الشعب المصري اليوم، عاجلاً سيعاقب “بخاري” على فعلته، وسوف لن يجد خلف القضبان ريالاً سعودياً يحاكيه.