23 ديسمبر، 2024 8:18 ص

آل جويبر معقل المقاومين والشهداء

آل جويبر معقل المقاومين والشهداء

يعتمد عامة الناس، على وضع شعارات وأهداف، تبوب مبتغياتهم، وتترجم ماضيهم، وتختزل الأفكار وتحاكي التاريخ.
رفعت عشيرة آل جويبر شعار، على لافتات شهداءها من القوات المسلحة والحشد الشعبي، (آل جويبر معقل المقاومين والشهداء).
آل جويبر عشيرة تعيش على ضفتي نهر الفرات، تابعة الى قضاء سوق الشيوخ في ذي قار، كانوا يتقاسمون رغيف خبزهم مع المجاهدين، وتحمل نسائهم السلاح، ولم تكتفي الدول من تقسيمهم؛ حتى كان للبحر نصيب من ضحاياهم، بعد غرق سفينة كانت متوجهة الى إندنوسيا، وتحمل 250 شخص، من رجال بعوائلهم، وما تذهب الى دولة او محافظة؛ حتى تجد من شبابها المشردين من المطاردات القمعية.
آل جويبر تاريخ طويل من التضحيات والحرمان والنكبات والإيثار، ومنهم إنطلقت أولى الرصاصات بوجه الدكتاتورية، ووقفوا بالواجهة والمواجهة في الإنتفاضة الشعبانية عام 1991م، وأول من دافع عن النظام السياسي الجديد بأبناءهم، وزفت قوافل الشهداء، ومستمرون لتحرير آخر شبر من العراق.
أبتْ عشيرة كاملة تعيش الحرمان والفقر، أن تطأ رأسها للطغاة، وترفض أن تجلس في قصور على جماجم الأبرياء، وتحملوا الفاقة ورؤوسهم عالية، مواجهين الدكتاتورية بالصبر ومكابدة العيش، الذي سعى النظام؛ لقطع سبله عنهم ومطاردتهم، وجاهدوا لأجل التحرر ورفض الضيم، وكانوا مشاريع تضحية، تأمل المستقبل المشرق.
جففت الأهوار لقطع الأرزاق ومحاصرة المجاهدين، بعدما كانت ملاذ، يتنفسون بالقصب لأيام عند محاصرتهم، ولم يتوقفوا في أرضهم التي لم يتبقى سوى أشجار بسيطة، وكان لهم ملحمة بإسمها سميت( الزورة)، التي صمدوا وقاوموا الطائرات والدبابات.
من حق العراقيين أن يتحدثوا عن تاريخهم، وأن يشاركوا في أستذكار البطولات والتضحيات، وعليهم ان يتحدثوا بفخر؛ عن حلبجة والأنفال والمقابر الجماعية، وأن يلتفتوا الى مناطق طالها التهجير والتعسف، وأن لا يشغلهم نعيم السلطة، بعدم الإلتفات الى الوراء، والبحث عن أسس النظام الديموقراطي، الذي جاء بالدماء التي ما تزال تجري.
آل جويبر مناطق خاوية، هجرها معظم سكانها، وقد طاردتهم الدكتاتورية، وحرمتهم الديموقراطية، ومازالوا مقاومين ومشاريع شهادة.
من حصل على المواقع عليه أن يدرك الواقع، وأن النظام الديموقراطي جاء على جماجم الشهداء، وتضحيات الأبرياء، والحرمان حتى لا تنكس الرؤوس، وتلبية نداء المرجعية، ونكرانهم من الساسة، ولو كان هنالك إنصاف لأقيم لهم المهرجانات والصروح التي تشيد ببطولاتهم، ولكنهم لم يبتغوا المظاهر، وإكتفوا أن يكونوا معقل للمقاومين والشهداء.