بدعوة كريمة من الشيخ نايف الزعال، حضرنا حفل زواج أبنه ((سرحان)) في قاعة القصر الأبيض بمنطقة الغابات في مدينة الموصل. وقد حضر الدعوة العديد من الشخصيات الاجتماعية، وشيوخ العشائر، والنخب الثقافية في منطقة جنوب الموصل.
نعم، كان الحفل يجمع بين الأصالة البدوية والحضارة المدنية، وكان جميع الحضور يملأ قلوبهم الفرح وهم يشاركون إخوانهم وأصدقائهم آل الزعال هذه الفرحة الكبيرة.
إن ما يثلج الصدور عندما ترى هذا الجمع المبارك قد حضر من كل فج وصوب، ملبين الدعوة وهم يتحملون عناء السفر للمشاركة بأفراح هذه العائلة العربية العريقة التي تعتبر من كبار العوائل في ناحية القيارة، منطقة جنوب الموصل.
نعم يا آل الزعال، إن مشاركتنا لكم أفراحكم جاءت من القلب، تلبية للدعوة التي وجهتموها لنا من قلوبكم الطيبة. وإن حضور هذا العدد الكبير من المدعوين له دلالة واضحة على مكانتكم الاجتماعية مع أصدقائكم وأقاربكم في محافظة نينوى والمناطق المحيطة بها.
هكذا عرفناكم، عائلة طيبة مباركة تحب الخير للناس. وإن ضيافتكم لهذا الجمع المبارك إنما ينبع من أصالتكم ومعدنكم الحقيقي في إكرام الضيف، والصفات التي تتحلون بها من الجود والكرم، وهذا ما يشهد به لكم كل من حضر هذه الدعوة المباركة.
إن مجتمعنا العراقي اليوم، وخاصة المجتمعات الريفية، بأمس الحاجة لهكذا دعوات حتى يجتمع القوم ويلتقون على محبة الله، وتكون لقاءاتهم جزءًا من التعبير عن صلة الأرحام وإدامة التواصل بين الناس.
لقد عانينا من التفرقة بسبب النعرات الطائفية وما خلفته الأحداث التي مرت بنا، وها نحن اليوم نرى اللحمة الأخوية الوطنية والعشائرية قد عادت إلى وضعها الطبيعي، وذلك بفضل طيبة قلوب أبناء المجتمع والتسامح الموجود فيما بينهم، ونشر الألفة والمحبة، وتوجيهات كبار القوم من العقلاء الذين يحاولون أن يزرعوا السلام دائمًا بين أبناء عشائرهم وقبائلهم الأصيلة.
شكرًا أخي العزيز الشيخ نايف الزعال، وشكرًا لكل إخوانك واقاربك من الشيوخ الأفاضل الذين استقبلونا بكل بهجة وسرور. شكرًا لضيافتكم الكريمة، وشكرًا لكل الحضور الذين وجدنا فيهم الطيبة والمحبة.
أدام الله الأفراح وجمع الناس فيما بينهم بالمودة والمسرات، وأبعد عنهم كل شرور الدنيا وما فيها.
اللهم بارك لهم وبارك فيهم وبارك زواجهم، واجعلهم دائمًا من الذين يقدمون الخير للناس باليسر والبركة.