17 نوفمبر، 2024 9:24 م
Search
Close this search box.

آل الحكيم وبداية العمل السياسي؟؟؟

آل الحكيم وبداية العمل السياسي؟؟؟

شهدت النجف الاشرف مابين الاعوام 1949 و1951، تحركاً دينياً وسياسياً قاده السيد ((مهدي الحكيم))، اشتدت ذروته في عام 1952، جاء كرد فعل على النشاط الشيوعي، والذي كان يستهدف التشكيك في العقيدة الدينية والدعوى للإلحاد، وصفت تلك الفترة بالارهاص السياسي، الذي قاده مجموعة من طلبة الحوزة العلمية، وبعض طلاب مدرسة دار النشر، بقيادة السيد (مهدي الحكيم)، فكانت نواة الانطلاق في شهر رمضان 1952، حيث اتخذ من ضريح الامام علي عليه السلام نقطة الانطلاق والبداية.

إعتلا السيد (مهدي الحكيم) المنبر في الصحن العلوي المطهر، ملقياً كلمة بليغة كانت بقلم العلامة الشيخ (محمد امين زين الدين) المرجع الديني لاحقاً، وهو من العلاماء والمفكرين الاسلاميين البارزين ومن رواد الصحوة الاسلامية، فقد احدث صعود السيد الحكيم المنبر استغراب الناس، الذين تجمعوا لمشاهدته والاستماع اليه، فكان اعتلائه المنبر قد اثار حفيظة الشيوعيين، لأنه كان “اول معمم يصعد المنبر حينها”، فلم يكن احداً يجرء على ذلك من رجال الدين، فأخذوا يحرضون الناس ضده، وضد مرجعية والده السيد (محسن الحكيم)، فبدأت الدعايات والاتهامات وحملات التسقيط ضده وضد مرجعية والده، فلم يتركوا وسيلة الا ولجأوا اليها للنيل منهم.

فما كان من المرجعية الدينية والمتمثلة بالامام السيد (محسن الحكيم)، الا الوقوف معه والتصدي للمناؤين بكل قوة وعزيمة وثبات، وابدت المرجعية الدعم بهذا الاتجاه، وكانت هذه هي البداية الاولى لدخول ال الحكيم في العمل السياسي، والتصدي للقضايا الدينية والسياسية، التي تهم اللامة بصورة عامة، والشعب العراقي بصورة خاصة، للوقوف بوجه التمدد الشيوعي الذي غزى المنطقة بأسرها، ولأنها كانت تعج بالنشاط السياسي، فكانت هناك هجمة قوية على الاسلام تدعو للإلحاد، وتخفي في طياتها العداء له، بالإضافة الى وجود اتجاهات سياسية معارضة للحكم الملكي، حيث تمثلت بالقوميين والديمقراطيين والماركسيين.

عمل ال الحكيم منذ بداية نشوء الحركة الاسلامية في خمسينات القرن الماضي، على استنهاض الامة وتوعيتها ضد التيارات العلمانية والاحزاب القومية والحركات الماركسية، كما كان وقوفهم بوجه الحكومات المتعاقبة على حكم العراق، اثراً بتثبيت بعض حقوق الشعب واقرار بعض القوانين اللازمة للبلد، كما كان له الأثر الواضحاً في الوقوف بوجه قانون الاحوال المدنية المخالف للشريعة الاسلامية، في عهد حكومة (عبد الكريم قاسم).

ال الحكيم تلك العائلة المضحية التي قدمت الكثير من التضحيات، وعلى مدى تاريخهم الجهادي منذ ان وطأت اقدامهم ارض العراق، حيث تصدوا لكل الاحتلالات التي غزة العراق، فكان السيد (محسن الحكيم) في طلائع الجهاد والمقاومة في وجه الاحتلال البرطاني، وكان على رأس مجموعة من المجاهدين في منطقة الشعيبة، ايام ثورة العشرين.
لقد تصدى الامام السيد (محسن الحكيم) لكل الانظمة المتعاقبة على حكم العراق، وكان السيد (مهدي الحكيم) ممثلاً عن المرجعية الدينية، حيث أطلق عليه (بسفير المرجعية)، ولم يتوقف ذلك الجهاد بعد اغتيالة من قبل نظام البعث الفاشي، حتى سلم الراية الجهادية الى اخيه السيد (محمد باقر الحكيم) ليتخذ من المهجر قاعدة لمقارعة النظام البعثي المجرم، فأخذ ينشر جرائم البعث في كل دول العالم، وأمام كل المنظمات العالمية، ومنظمات حقوق الانسان، ومنظمات المجتمع المدني على المستوى الاقليمي والدولي، واخذ يجوب البلدان لتعريفهم بالجرائم الوحشية بحق الانسانية ، التي يمارسها نظام البعث الفاشي بحق ابناء الشعب العراقي من كل اطيافه.
الى ان جاء الاحتلال الامريكي الذي اسقط نظام البعث، ليعود رضوان الله عليه الى ارض الوطن، والذي غاب عنه اكثر من عشرين سنة، ليحط برحاله ارض النجف الاشرف،حيث وقف عند ضريح (الامام علي) عليه السلام مسلماً عليه بدموعاً منهمرةً على وجنتيه، من شدة الاشتياق الذي كان في قلبه بعد سنوات الغياب الطويلة، ليعن الولاء والطاعة لمرجعية النجف الاشرف، وهذا ما اثار حفيظة دول الاحتلال وحلفائهم، الذين عملوا على تدبير عملية اغتياله، في (1 رجب) بعد صلاة الجمعة وبجوار جده امير المؤمنين عليه السلام.

فكان لا بد من إزاحته، عن طريق مشاريعهم الجديدة في العراق والمنطقة، بأي ثمن كان لمعرفتهم الحقيقية بقدرته على الوقوف بوجههم، وعلمهم الوافي لما يملك من قوة وعزيمة وإصرار من اجل بناء عراق جديد يحمي حقوق الجميع، على اسس قوية ورصينة، بالإضافة الى مقبوليته الواسعة عند الشعب العراقي، بكل اطيافه وقومياته، بالاضافة الى علاقاته الطيبة والواسعة عند دول الجوار ودول المنطقة، مع مايمتلكة من قبول واسع عند المرجعية الدينية في النجف الاشرف، فما كان الا ان يسقط شهيداً مقطع الاوصال إمتزجت اشلاء بدنه الطاهر بذرات التراب بجوار جده امير الامؤمنين عليه السلام.

أحدث المقالات