18 ديسمبر، 2024 7:10 م

آليّاتٌ ما لكبح جماح الإقتتال السوداني .!

آليّاتٌ ما لكبح جماح الإقتتال السوداني .!

لابدّ من الإقرار اولاً أنّ هنالك حالةٌ من التوازن او شبه التوازن في الأداء القتالي بين قوات الدعم السريع للجنرال حميدتي , وبين الجبش السوداني الرسمي الذي برئاسة الفريق اول عبد الفتاح البرهان , بحيث لا يستطيع اي من الفريقين المتصارعين من ازاحة الفريق الآخر عن مواقعه , وفي مدنٍ ومناطقٍ مختلفة من الأراضي السودانية الشاسعة , بالرغم من انّ العمليات القتالية تجري في مدنٍ ستراتيجية محددة , وقابلة للإمتداد اكثر .

من الملاحظ ايضاً أنّ عمليات الإمداد اللوجستي وسيّما بالأسلحة والذخائر تجري على ساقٍ وقدم لكلا الفريقين من الخارج ,ودونما تصريحٍ او تعليقٍ امريكي بهذا الشأن ! بالرغم من انّ الولايات المتحدة تشترك مع السعودية في اجراء مباحثات ووساطة بين ممثلين عن الجانبين السودانيين , ولم يتعرّض الإعلام الأمريكي للإشارة او تسمية الدول او الجهات التي تأخذ على عاتقها تمويل اللوجستيات القتالية للطرفين .! , وقد اتّضح فقط انّ روسيا دخلت على الخط عبر فاغنر لصاح حميدتي , بينما مسيّرات ” بيرقدار ” التركية دخلت سماء المعركة لصالح الفريق البرهان , لكن ذلك لا ينفي وجود دولٍ اخرى ضالعة في ادامة متطلبات المعارك الدائرة .

ما يمكن استشفافه من خلال استقراء الأبعاد الكامنة لمجريات المعارك وديمومتها , هو الوصول او التوصّل الى نتيجةٍ تومئ أنّ هذا الإقتتال الداخلي يراد له أن يستعر ويستمر بصيغته القائمة هذه , ودونما تفوّق طرفٍ على آخر .! , كذلك من الملاحظ أنّ لا ضغوط عملية من مجلس الأمن او الأمم المتحدة وعموم المجتمع الدولي على ” قوات الدعم السريع ” المتمردة لوضع حدٍ لها ولا لتقليم اظافرها .!

إنّ افضل ما يمكن ان تصل اليه الوساطات القائمة هو اقناع وفرض رؤى مشتركة على تثبيت كل من ” الجيشين ” عند مواقعه الحالية مع التزامٍ كاملٍ بوقف اطلاق النار والى أمدٍ غير محدد , مع ضرورة بحث انزال قوات دولية من الأمم المتحدة للفصل بين الجانبين , وان لا تغدو قوات مراقبة فقط بل مجهزّة بتسليحٍ كامل لحماية وقف اطلاق النار , مع ادراكٍ مسبق لصعابٍ ما لتحقيق ذلك , بما يرتبط بحسن النوايا للفريقين المتنازعين , وهذا ما يفرض جهد دبلوماسي اقليمي – دولي على درجةٍ عالية .