19 ديسمبر، 2024 4:40 ص

آلمني صديقي حين قال : شكراً لك ياعراق فقد وجدت وطناً آخر

آلمني صديقي حين قال : شكراً لك ياعراق فقد وجدت وطناً آخر

بعد أشهر من الشد العصبي الموزعة بين آمال ومخاوف تتقاسم أبناء الشعب العراقي ثلاث نماذج حيث الأول راض بشكل معين عن أداء الوزارة ويأمل تخليصها من عوامل الفشل التي أعاقت أدائها خلال سني تكليفها الأربع ويعلق ويأمل ويستبشر بنتائج ترضي حلمه بتكليف رئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي  بولاية ثالثة وبحكومة أغلبية سياسية يتحمل بذاته نتائجها ويملك سلطة التوجيه والتبديل والنجاح والفشل حيث لا يلقي على أحد من الأحزاب أو الشركاء السياسيين مسؤولية التقصير والخلل ويتمكن من خلالها تطبيق رؤاه ومشاريعه الأمنية والاقتصادية والعمرانية والمعيشية للعراقيين ، ونموذج ثان يائس من الإصلاح تحت ولاية جديدة للسيد المالكي مستندا إلى تصريح سابق له ومفاده إن أربع سنوات كافية لأي رئيس وزراء لتطبيق برنامجه كاملا ومن لا يستطيع ذلك يجب أن لا يمنح فرصة أربع أخرى ، وينظر هذا النموذج إلى الخروقات الأمنية التي تعصف بأرواح العراقيين وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على بسط الأمن الحقيقي رغم التفاف الشعب حولها ودعمها في حربها ضد الإرهاب ورغم التكاليف المادية الضخمة التي تتحملها الخزينة وتقديم ملفات الفشل الاقتصادي وتردي الخدمات وارتفاع نسبة الفقر وحل الإشكالات مع الشركاء وانعكاس ذلك على مجمل الحياة اليومية للمواطن ودفع كثير من الكفاءات لمغادرة الوطن حفاظاً على حياتها .
   أما النموذج الثالث فهو أكثر ها إيلاماً لأن المواطن هنا يعيش في حالة من القنوط من كل نواتج العملية السياسية ولا يجد مخرجا إلا بتغيير الدستور وإعادة كتابته من جديد وبما ينأى بالوطن عن سيادة الأحزاب الموجودة وميليشياتها وتقاسم مفاصل الدولة وتجييرها لهذا الطرف أو ذاك دون وجه حق سوى تقاسم الوطن بشعبه وموارده وتحويله إلى شركة تحت مسمى الشراكة الوطنية والشركاء السياسيين .
الوطن رغم كل هذه التوجهات ورؤى المؤمنين بها أمم تحدي مفصلي وحاد بل مفترق طرق في أن يكون أو لا يكون بين أن يشد الرحال ويعدو مسرعا للحاق بركب المدنية أو يركن إلى النسيان والنحيب ( لا سمح الله )أمام أطلال وطن كان اسمه العراق لأنها الفرصة الأخيرة قبل أن يعم الظلام ويسود الجهل والتخلف والتشرذم والاقتتال ويتحول إلى مقاطعات عشائرية وقومية ودينية وطائفية ويصبح لزاماً على عشاق الحياة البحث عن ملاذ آمن والتخلي عن وطن لم يوفر لأبنائه الأمان ولقمة العيش ويكون لسان الحال كما كتب المبدع (أحمد البهادلي) في صفحة تواصله : شكراً لك يا عراق فقد وجدت وطناً آخر ، الذي أبكاني منظره وهو يحتضن فلذتي كبده ويبحث لهما عن الأمان .
 سينتهي العد والفرز وتظهر النتائج ويتشكل البرلمان ويكون المصير بيد من يدخل بابه أول مرة أو من تعود على الجلوس والظهور الإعلامي وتخرج القرارات التي يقتنع بها قادة الكتل وترضي أو لا ترضي طموحات الوطن والمواطن .
 لذا على من يؤمن بالعراق ويسعى لتعزيز ثقة المواطن بت أن يكون أداة للم شمل الوطن والتضحية في سبيله وتجاوز مسألة الاستحقاقات الانتخابية والجلوس مع الخصوم قبل التوجه إلى الحلفاء لأن الخصم أولى بالحوار فالحليف لا يحتاج إلى هدر للوقت على اعتبار التفاهمات والقواسم المشتركة التي تجمعهم , على الجميع الجلوس دون وساطات ودون تدخلات إقليمية أو دولية وتشكيل حكومة وطنية من شخصيات تكنوقراط مستقلة تمتلك تقديراً وتثميناً علمياً دولياً تطلق يدها في مسائل الاستعانة بالخبرات العالمية على مختلف الأصعدة وأولها الإدارية وثانيها الفنية واعتماد النظم العالمية في رسم الأداء العالي ، وتنهض بالبناء والأعمار والأمن والخدمات ، وتعيد الأمل والبسمة والفرح .

أحدث المقالات

أحدث المقالات