22 ديسمبر، 2024 10:46 م

آلة من ادوات الحرب النفسية !

آلة من ادوات الحرب النفسية !

بأيجازٍ مكثّف وبالسرعة القصوى نوضّح هنا ” اولاً ” بعض المعلومات الفنية المتعلقة بهذا المضيق , والذي امسى حديث الساعة مؤخراً , رغم أنّ حدة هذا الحديث قد انخفضت وهبطت .!

يُّسمى هذا المضيق بالأنكليزية STRAIT OF HORMUZ ويُسمى بالفارسية < تنكه هرمز – بتشديد الكاف > . يبلغ عرض المضيق 50كم واضيق نقطة فيه تصل الى 34 كم وعمقه 60 م .. تعبر مياه المضيق يومياً 30 – 20 ناقلة نفط بمعدل ناقلة واحدة كل 6 دقائق.

وإذ شهدت الأيام القليلة الماضية ضجيجاً اعلامياً حول ابعاد تلميحات تصريح الرئيس روحاني من امكانية او قدرة ايران على منع مرور النفط عبر المضيق اذا ما جرى توقّف تصدير النفط الأيراني , وعلى أثر ذلك فقد اعلنا جنرالان من الحرس الثوري ” وليس من القوات المسلحة او الجيش ” عن تأييدهما الحار لتصريح الرئيس الأيراني , لكنّ رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الأيراني السيد < حشمت الله فلاحت بشه > صرّح بعد ذلك بأنّ ايران لا يمكنها غلق المضيق ! , وتتضح هنا ملامح الدبلوماسية الأيرانية في التلويح او التلميح لغلق المضيق , وإذ لسنا هنا بصدد تأكيد او نفي حقيقة التصريحات الأيرانية بهذا الشأن , فنشير الى معطيات ينبغي أخذها بالأعتبار : –

A \ خلال سنوات الحرب العراقية – الأيرانية واندلاع حرب الناقلات والسفن فلم يجر اغلاق مضيق هرمز هذا , وبالرغم من مساندة دول الخليج للعراق آنذاك , وبالأضافةِ الى استخدام العراق لبعض موانئ دول الخليج وقواعدها البحرية , وكانت الحكومة الأيرانية على علم بذلك .

B \ انّ نسبةً كبيرةً من الرأي العام العربي والعالمي لا تمتلك تصوّرات كافية او صورةً واضحة المعالم عن كيفية اغلاق مضيق هرمز من نواحٍ فنيّة وعسكرية , وقد يترآى للبعض أنّ وضع حواجزٍ مائيّة ! على شكل وضع سفينةٍ او ناقلةٍ ما في عُرض المضيق , فسيؤدي الى توقف حركة السفن .! ولا ريب أنّ مثل ذلك ضربٌ من الخيال .! فأية سفينة او حواجزٍ مفترضة بهذه الصيغة فيمكن قصفها واغراقها خلال دقائقٍ او اقل , واذ نغادر هنا هذا الخيال العلمي الأفتراضي , فأنّ غلق المضيق من الناحية العسكرية يمكن اجراؤه بقصف مدفعي متوالٍ عبر مدفع 130ملم او سواه ومن مسافة 40 – 30 كم , او بزرع كمياتٍ من الألغام البحرية في مياه المضيق , ومن الصعب التصوّر أن تقدم الجمهورية الأسلامية على مثل هذه الخطوة الأفتراضية .!

C \ تنبغي الإشارة مرّةً اخرى بعدم امكانية صدور قرار دولي بحظر تصدير النفط الأيراني < كما حدث للعراق بعد 2 آب 1990 > , إلاّ بقرارٍ من مجلس الأمن , وهذا ما ستعارضه روسيا والصين وربما فرنسا او بريطانيا , وهذا الأمر غير مطروح بتاتاً , وأنّ كلّ ما جرى وقد يجري اكثر لاحقاً , فأنّ الأدارة الأمريكية طالبت من دول العالم وقف استيراد النفط الأيراني , وأنّ تلك الدول غير ملزمة بقبول الطلب الأمريكي < وتركيا وباكستان إنموذجان لغاية الآن ! > , كما أنّ الحكومة الأيرانية ليس بمقدورها ” بالطبع ” إرغام الدول لأستيراد نفطها .!

وحيثُ أنّ مسألة غلق مضيق هرمز يصعب تنفيذها سياسياً اكثر مما هو عسكرياً واقتصادياً , ولا بدّ أن القيادة الأيرانية على ادراكٍ مطلق بعدم امكانية الدخول في مواجهة مع كلّ دول العالم , فأيّ اجراءٍ عسكريٍّ ايرانيّ لمقاومة منع تصدير النفط عبر المضيق لا يعني موقفاً مضادّاً للملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى فحسب , ولا حتى مع الأدارة الأمريكية ايضاً , وتجيير وتوظيف ذلك حول مسألة الملف النووي الأيراني , بل أنّه قطع ووقف تصدير النفط الى العديد من شعوب ودول العالم .!

ونعودُ ونكرّر , ونغرّد تويتريّاً بأنّ غلق مضيق هرمز لم يكن ممكناً إبّان الحرب العراقية – الأيرانية , فهل يمكن اغلاقه الآن .!

وفي أحايينٍ ستراتيجيةٍ ما , فأنّ حرب ” الإعلام ” اعقد واصعب من المعارك العسكرية الفتاكة , بل انها أشدّ فتكاً .!