23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

آلات بشرية ..متفوقة

آلات بشرية ..متفوقة

بانحياز انثوي ، افرحني خبر تفوق الفتيات في نتائج الامتحانات الوزارية للمرحلة الاعدادية وحصولهن على مراكز متقدمة بين الطلبة الاوائل..وبانحياز ذكوري غريزي ايضا اثار الخبر بعض الرجال فبرروا تفوق الفتيات بوجود فراغ كبير في حياتهن لاتملأه الا المطالعة وهكذا يمكنهن منافسة ذكاء الفتيان ..هذا التفسير لايختلف بأية حال عن محاولة التقليل من تفوق امرأة في مجال عمل ينافسها فيه كم من الرجال بأنها لن تستطيع التحكم في عواطفها ولهذا لايمكن الوثوق باستمرار بتفوقها فقد تسقط من القمة الى الهاوية اذا عزف الرجل على اوتار عواطفها وكأن العاطفة ( عورة ) تعيقها عن تجسيد دورها الحقيقي في الحياة فتحاول اخفائها بالجدية المفتعلة والبرود الجليدي المستعار ليرضى الرجال بتفوقها ليس عليهم فقط بل على عاطفتها ، لكنها لن تحصد رضاهم بل ستتناهى اليها سخريتهم من برودها واستهجانهم لخشونتها وقسوتها بينما يجب على المرأة ان تنبض بالعاطفة والمشاعر ..يحاول الرجال اذن ان يوقعوا المرأة في شرك الحيرة بين اختراق عالمهم بعاطفتها او بعقلها وهنا فقط يمكن للمرأة ان تثبت لهم قدرتها على المزج بين عاطفتها وعقلها فتصنع بذلك خلطة عجيبة قد يعجز الرجل عن اعدادها واضافة بهارات خاصة من ( الوعي ) و( المشاعر العميقة ) و( المواهب الغريزية) ومن ثم يمكنها التفوق في أي مجال تخوضه ..
لقد اثبتت التجارب التاريخية ان الرجل يعلق اخطاءه على شماعة المرأة فاذا هام في غرامها ودمر حياته من اجلها قال انها مصدر لاغواء الرجال واذا لم يحصل على عمل اتهم قريبته التي تشغل وظيفة جيدة بانتمائها الى صنف النساء العاملات اللواتي سرقن مناصب الرجال واختطفن فرص عملهم في مجالات متعددة ، اما اذا انحرف احد الفتيان فالويل لأمه لأن خروجها الى العمل هو الذي قاده الى الانحراف …اذن ، الرجل يحمل المرأة اخطاءه او سلبيته وضعفه احيانا ثم يطالبها بأداء مهامها البيتية على اكمل وجه وبالتدريج تتحول المرأة الى آلة بشرية تواصل التنقل بخفة ونكران ذات بين الوظيفة والمنزل وتربية الاطفال والمهام الانسانية وتعمل حتى تبلغ مرحلة تحتاج فيها الى الراحة فتجد الرجل من جديد يسخر من استسلامها المبكر للتعب ويكافئها اما بزوجة ثانية او مطالبتها بمراعاته والسهر على راحته ان كان قد بلغ به التعب حده هو الآخر ,..
الرجل اذن لايحبذ منافسة المرأة له ويخشى تفوقها او مجرد مساواتها وهو قد لايشعر بما يحتدم في دواخله ضدها الا حين تتفوق الفتيات على الفتيان في الامتحانات او عندما تتبوأ المرأة منصبا قياديا يعتقد الرجل انه اجدر به منها حتى لو كانت تتمتع بامتلاك تلك الخلطة العجيبة التي سيفشل الرجل في اعدادها طالما يرفض مبدأ مشاركة المرأة ومنافستها والأهم من ذلك تفوقها عليه ..