23 ديسمبر، 2024 9:22 ص

آفة النفاق الاجتماعي ومدى تأثيرها الاجتماعي 

آفة النفاق الاجتماعي ومدى تأثيرها الاجتماعي 

ان ظاهرة النفاق هي من أخطر الأمور و أكبرها ضرراً على الأمة الإسلامية ، ومن الأمراض والموبقات التي تصيب المجتمع بشكلٍ عام و الفرد بشكل خاص حَيْث تُعتبر آفة النفاق وَاحِدَة من الآفات الخطرة التي تمزق وحدة المجتمع وتحطم كيان الانسان وبناه الاجتماعي والاخلاقي والأسري، يَقُول فخر الكائنات وخاتم الرُّسُل الصادق الامين ومربي الانسانية الاول مُحَمَّد صَل الله عليه واله في المنافق ( آية المنافق ثلاث , إذا حدث كذب , وإذا وعد اخلف وإذا أؤتمن خان”وقال (ص) في حديث آخر (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع) النفاق ،الذي أدمى قلب وصيه وخليفته المرتضى الَّذِي كان يُعاني اشد المعاناة من المنافقين والمتلونين والمتملقين وقد وصفهم في خطبة بليغة له وَهُو سيد البلغاء وإمام المتكلمين كشف فيها النقاب, وأزاح بها الستار والحجاب عن حقيقة النفاق وأهله. حَيْث يقول (ع) في بعض خطب نهج البلاغة”أوصيكم عباد الله, بتقوى الله, وأحذركم أهل النفاق, فإنهم الضالون المضلون, والمزالون المزلون, يتلونون ألواناً, ويفتنون افتناناً, ويعمدونكم بكل عماد ويرصدونكم بكل مرصاد. قلوبهم دوية, وصفاحهم نقية يمشون الخفاء, ويدبون الضراء. وصفهم دواء, وقولهم شفاء, وفعلهم الداء العياء حسدة الرخاء, ومؤكدوا البلاء, ومقنطوا الرجاء. 
لهم بكل طريق صريع وإلى كل قلب شفيع, ولكن شجو دموع. يتقارضون الثناء, ويتراقبون الجزاء: أن سألوا ألحفوا, وإن عذلوا كشفوا, وإن حكموا أسرفوا. قد أعدوا لكل حق ولكل قائم مائلاً باطلاً, ولكل حي قائلاً, ولكل باب مفتاحاً, ولكل ليل مصباحاً. يتوصلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم, وينفقوا به أعلاقهم. يقولون فيشبهون, ويصفون فيموهون. قد هونوا الطريق, وأضلعوا المضيق, فهم لمة الشيطان, وحمة النيران: (أولئك حزب الشيطان, ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) والنفاقُ في اللغة العربية، مأخوذٌ من “النَّافِقاء”، و النَّافِقاءُ هو المَخْرجُ المستورُ لِجُحْر اليربوع، حيث أنَّ لجُحْرِهِ
مَخرجان، مَخْرجٌ ظاهرٌ يُسمّى “الْقاصعاء”، و مخرجٌ آخر غيرُ ظاهر مستور بالتراب يُسمّى “النَّافِقاء”، و هذا المخرج يستخدمه اليربوع في الحالات الطارئة للهروب من المهاجمين، و لدى استخدامه لهذا المخرج يقال : “نافق اليربوع”، أي استخدم النَّافِقاء “وأما النفاق في المصطلح الإسلامي فَيُطلقُ على إظهار الإسلام قولاً و عملاً، و إضمار الكفر، و مَنْ يكون هذا حاله يُقالُ له “منافق”.و المنافق رأسماله الكذب و الخديعة، فيتظاهر بالإيمان و العمل الصالح، ليتستَّر بالإسلام على كفره ليأمن من بطش المسلمين، و ليدفع الخطر عن نفسه ً، وهُناك معاني اخرى لم أراد التعرف عليه مراجعه كتب اللغة }} إذ يعيش المنافق اغلب حياته مرتبكاً و خائفاً من الفضيحة. لأن سريرته تختلف عن علانيته وظاهره وباطنه يختلفان ايضا”، ولهذا يصفهم الله في كتابه الكريم .. بالكذب كما يصف المؤمنين بالصدق، وقال تعالى: وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ{البقرة10}وفي مورداً آخر قال عزوجل” وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ {المنافقون1}، وأمثال عن ذلك كثير وكثير وكثير ،وأهم ما يتميز به المنافقين الاختلاف بين الظاهر والباطن، وبين الدعوى والحقيقة بقوله تعالى ” وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بمؤمنين {البقرة8}، والمنافق ذلك الشخص المتلون حسب المعطيات والمواقف والأدوار ومشكلة المنافق ايضا” أنه يعيش حالة مرضية وازمة اخلاقية وانحراف إجتماعي فتراه دائماً بالقناعة التي يريدها سيده، فإن سقط سيده سرعان ما انقلب عليه، وتملق الى سيدا آخر، وهكذا فموافقه وآرائه تتبدل مع كل وقت وزمن، دون أي شعور بالخجل أو المراجعة أو الاعتذار .. فتراه يأكل على كل الموائد، وجاهز لكل المواقف، ولديه براعة في قلب الحق باطلاً والباطل حقا، كما نشاهد في عصرنا اليوم خصوصاً المتملّقين لأصحاب السُلطة حيث يُعتبر هؤلاء المنحرفين من اشد وأخطر أنواع النفاق الاجتماعي لأن بأيديهم السلطة والقوة جعلتهم أقرب للبطش والتجبر، كما أنهم أسهل وأسرع الناس زلقا في فخاخ الكبر والبطر، وما نعانيه اليوم من فساد في النظام الادارى للدولة وسوء إدارة هو بسبب كَثْرَة وجود هؤلاء المنافقين في اغلب مفاصل الدولة ومؤسساتها من اصحاب المصالح وغيرهم الذين يلتفون دائماً حوال
الكرسى حيثما يكون كما يمسك الاخطبوت بفريستة وكالنباتات المتسلقة التى تتسلق على اكتاف غيرها للوصول الى قمة المنفعة والمصلحة فلا يوجد مسئول فى العراق اليوم الا وحولة مجموعة من المنافقين والآفاقين والمتملقين واصحاب المصالح من حيث يشعر او لا يشعر الا من رحم ربّي وبهذا تجد اغلب المسؤولين غير قادرين على إدارة مهامهم ومسؤولياتهم المناطة إليهم بشكل صحيح وسليم، بل هناك من يتلذذ بوجود المنافقين معه حيث لا يستطيع ان يعمل وان يتولى مهام منصبة بدون صحبة هؤلاء المنافقين المتواجدين بل أنهُ يُصاب بالحزن لعدم وجودهم معه و بجنبه دائما في مكتبة وفي بيته وفي اجتماعاته وووووووو للثناء على قراراتة أينما كانت محل خطا او صواب ,وهذا مما زاد في معاناة المواطن الَّذِي يعانى بسبب هؤلاء المنافقين وسوء ادارتهم في تمشية امورهم ومعاملتهم ” ،انا شخصيا اعرف اشخاص شغلوا مناصب لا تتناسب مع قدراتهم ولا مؤهلاتهم ولا علمهم إنما شغلوها بالنفاق والتملق الى اصحاب السُلطة امثال البعثيين وغيرهم هؤلاء الذين كانوا بالأمس القريب يرقصون على جراحاتنا و يطبلون ويزمرون لقائدهم الضرورة صدام حسين وحزبه البعثي وبمجرد سقوط صنمهم المجرم ،وانهيار دولتهم الفاسدة ذهب البعض الكثير مِنْهُم مع الحزب الفلاني والقائد الفلاني والمرجع الديني الفلاني والخ تَحْت مسميات و عناوين مختلفه واصبحو قادة واساتذة ورموز وأرقام مهمه في المجتمع بينما هم ليس إلا حثالة وقذارة من قذارات المجتمع لا يملكون ثمن وكرامة سوى أنهم يمتلكون لغة النفاق التى لا يجيدها سواهم حَيْث يتلونون دائما”

حسب البيئة المحيطة بهم لتحقيق مصالحهم ومنافعهم الدنيوية وللاسف الشديد وما يُدمي القلب ويجرح الفؤاد، انك ترى هؤلاء المنافقين محل تقدير واحترام من قبل اغلب المسئولين والسياسيين في الدولة ممن يدعون الاسلام والانتماء لعلي بن ابي طالـــــــــــب عليه السلام كونهم يتوافقون دائما مع الاهواء والميول الذاتية لهم ويلعبون على الجانب الانسانى الضعيف فتراهم يلتفون حول الخليفة والسلطان للثناء والتعظيم والمدح لنيل العطايا والرضا والانتفاع من الثمرات الا أنهُ يبقى المنافق منافق مهما وان حصل وآفة «النفاق الاجتماعي» من أخطرها
وأشدها ضراوة .. هذا الداء العضال الذي يحتاج إلى مواجهة حقيقية بترياق من تقوى الله تعالى ممزوجا بالشفافية والصراحة وتحري الصالح العام فوق كل مصلحة شخصية أو منفعة وقتيه، والله الموقف إلى سواء السّبيل ……….