15 أبريل، 2024 4:28 ص
Search
Close this search box.

آدم… والدين …والوطن …من يحميهم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

أزعجني النقاش والحوار بين شخصين كل منهما يدعي ان آدم ابو البشرية والأخر يدعي انه ابو الآنسنة ،والرأي الاخير هو الصحيح على ما اوردته الحقائق التاريخية ،لذا توضيحا لما دار أقول :
آدم هو ابو الأنسانية ،أصطفاه الله من بين البشر وعلمه التجريد وليس له علاقة بنبوة ولا رسالة ،وحواء اسم مجهول الصق به دون دليل من كتاب او قرآن او زبور، يقول الحق :”ان الله أصطفى آدم ونوحاً وآل أبراهيم وآل عمران على العالمين،آل عمران 33″.،وهو ليس نبيا ولا رسولاً للناس،بل جاء أصطفاءً للناس نحو الهداية والاستقامة والابتعاد عن الأعوجاج ،فهل أخذت الانسانية بهداه رغم وجود الانبياء والرسل والرسالات المنزلة من بعده ؟.هذه مسألة لم تدرس الى اليوم دراسة معمقة ولم يستطع احد الخوض فيها خوفا من ان يتهم بالزندقة والمروق على الآديان،,المهم ان تكون ضمن المنهج الدراسي كما في المناهج الأوربية ،لكن الأوربيين اخترقوها وخرجوا منها منتصرين،عندما ابتعدوا عن التفسيرات المثيولوجية واعتبروا آدم شخصية عابرة في التاريخ ،والبعض منهم اعتبره بداية الأنسنة والروح (دائرة المعارف العالمية ) .ناهيك عن القصص التاريخية الموضوعة التي تقول بأن آدم ابو البشرية ،وهي قصص لا نصيب لها من الصحة لا في القرآن ولا في التاريخ ،فقد خلق الانسان قبل آدم بملايين السنين ،واكتشاف أنسان النايتدرال في الصين مثالاً.

ان الاوربيين تحدوا هذا التعارض ودخلوا في الاسباب والمسببات ففتحوا للناس طريقا للعلم والتقدم والحرية وانتزعوا السلطة من ايدي مغتصبيها من رجال الدين والكنيسة ،أنظر “الموسوعة الأوربية للديانات.”اما نحن فلا زلنا نخوض ونناقش في التخريفات التي لا طائل منها الا التسويف والابتعاد عن كل ما يمكن الاستفادة منه اليوم.

ان النبوة بدأت للأنسانية من نوح ومن جاء من بعده، يقول الحق : “انا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده،النساء 163 “.والخطاب موجه لمحمد بن عبدالله(ص). منهم من هو نبي ومنهم من هو رسول.أما مسألة تعد النبوات والديات فلا زالت مجهولة ولم نعطى فيها رأيا محددا لماذا ؟ ما دامت كلها من الله وللبشرية جمعاء…ولماذا التفضيل..هل كان لجنس او تآويل ؟ لادري اين فقهاء التفسير الذين دمروا عقولنا واحشوها في التخريف؟

كان عدد الأنبياء والرسل حسبما اوردها القرأن هم 24 نبياً ورسولا، جاءت في سور الأنعام، الأنبياء ،الشعراء ، ومريم ، والصافات.ان عدد الرسل هم ثلاثةعشر رسولا والباقي أنبياء.والفرق بينهما ان الانبياء

2

جاؤا بكتاب ،بينما الرسل جاؤا بكتاب ورسالة. لم افهم التعليل ما بين الكتاب والرسالة …غموض لم يقبل الفقهاء ولا حتى من دوائر معارف الاديان وعقائد التوحيد وأغلب الظن لجهلهم بها ؟ ومع هذا فنحن لا زلنا من المتمسكين بما قال الفقهاء ولاندري اين الحقيقة في التفسير اللاهوتي المظلم للمصير.

ان التعددية في مجيء الرسل والانبياء يفسرها القرآن في أم الكتاب ، يقول الحق :” هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ، وأخر متشابهات (آل عمران ) وهي قابلة للأجتهاد حسب الظروف الاجتماعية والأقتصادية. واُخر متشابهات قابلة للتأويل وتخضع للمعرفة النسبية وهي آيات العقيدة. ولم يقل الحق في الانبياء والرسل مثل هذا التحديد.وقيل ان الأنبياء هم الذين جاؤا بكتاب فقط ،بينما الرسل جاؤا بكتاب ورسالة لكنهم جميعاً من غير المعصومين ، يقول الحق:” يا ايها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك ،وان لم تفعل فما بلغت رسلته والله يعصمك من الناس والله لا يهدي القوم الكافرين “،المائدة 67. والأية دخلت في تفسيرات المفسرين القاصرين عن ادراك التأويل حتى قالت جماعة الشيعة بان الاية جاءت في يوم الغدير لتثبيت حق الامام علي(ع) في خلافة المسلمين ،وانا استبعد ذلك تماما لأن التفسير يتناقض مع آية شورى الحكم في القرآن الكريم.

أما الكتاب فبدأ بموسى وهو مجموعة التشريعات بتسعة آيات بينات ،الأسراء 101،بينما جاء الكتاب الى عيسى بالبينات دون التحديد ،البقرة 87، لكنها حددت في سورة آل عمران 49 بثلاث آيات بينات فقط.وبعد ذلك جاء الكتاب لمحمد وهو أم الكتاب بما يحويه على أكثر من ستة ألاف آية كلها بينات (اي بصائر) ، أي آيات حدية ملزمة التنفيذ ، وآيات حدودية تمتاز بمرونة التحقيق يونس 15″.ولكن لاتطبيق عند المسلمين بالمرة الذين يدعون بالقرآن لفضاُ دون تطبيق.

يبدو من دراسات تاريخ الأديان ان النظرية السامية التي يتحدث عنها اليهود ما هي الا وَهم ، فلا اليهود ساميون ، ولا العرب ساميون. لذا فالأدعاء السامي أدعاءُ وهمي ليس له من أصل وأنما حجة اتخذتها اسرائيل الحالية لتثبيت الحقوق اليهودية في فلسطين العربية . لدراسة السامية نحتاج لوقفة علمية جادة وموثقة ،انظر دائرة المعارف العالمية تحت كلمة السامية .

كل الآيات البينات التي وردت في التوراة والأنجيل والقرآن قالوا عنها أنها سحرُ لجمالها وروعتها في التدبير والتصوير. ونحن نقول ان لا علاقة لها بالجمال بالمطلق، فالسحر هو مشاهدة الظاهرة بالحواس دون فهم القوانين التي تحكم الظاهرة كما حصل في عصا موسى وانقلابها الى ثعبان واعادتها سيرتها الاولى بأمر الله. بينما الآيات القرآنية كلها جاءت موثقة بالبينات ،وطلبت من الناس أتباعها بروح المرونة دون أكراه ( لكم دينكم ولي دين).لذا فكل ما يدعيه الفقهاء بالألزام فهو يتنافى مع الحقيقة القرآنية، لأن الحرية الانسانية عند الله اسمى ما في الوجود. ويقول الحق :” قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصرَ لنفسهِ ومن عُمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ،الانعام 104″. فأين الأجبار في التنفيذ؟ فهل سنتخلص من الفقيه والتفسير الميت لنصل الى مدارك الحياة المتحضرة كما وصلها الاخرون ؟

3

فالأديان الثلاثة هي رسالة الله للناس،ليس فيها الفرق بين الحلال والحرام،بل فيها الأحكام الملزمة وقواعد السلوك الأنساني،لذا جعل الله حقيقة الوجود في القرآن والسبع المثاني تصديقا لقواعد السلوك فقال تعالى : ولله المثل الأعلى .

نعود لموضوعنا في التفضيل مَن من الديانات قدمت لمعتنقيها أكثر…؟ .

كلمة الدين تعني الطاعة ومنها جاءت المدينة والمدنية لقيام الطاعة فيها،اما مالك يوم الدين فيقصد القرآن بها يوم الحكم على الناس (تفسير الشعراوي). وكلمة الوحي تعني قوانين الوجود بالنبوة والتشريع بالرسالة. وكلمة الدين تعني العبادات لقوله تعالى :”ان الدين عند الله الاسلام”. لكونه الهادي والخالص من النقائص والعيوب،ولا يعني الأستسلام الا بقناعة المنطق.وقناعة المنطق هي الحقيقة التي تتنافى مع الاجبار والخطأ ،لكون الدين الاسلامي مدني التوجه ولكونه يحوي صفتين اساسيتين هماالاستقامة والحنيفية (التطور)،وعلى مركبات هي :الحق والأخلاق ، والتشريعات والعبادات والأعراف وهذه هي المكملات الاساسية في الديولا غير. اما ما يدعيه الفقهاء ومرجعيات الدين من خزعبلات واضافات ما هي الا من ادوات التخويف لتقديس مكانتهم غير المقدسة عند الناس كما نراها اليوم في (قدس الله سره) ،ولا ندري اي الاسرار يحملون ليقدسون بها امام الناس في وقت نفت الآية 174 من سورة البقرة التقديس.

ان الديانات الثلاث جاءت مفصولة عن سلطة الدولة لكونها موجهة لها في العدالة الاجتماعية ولا غير، ولتناقض مكتشفات العلم مع التفسير التوراتي للكون، ونظرا لجمود شريعة موسى وعيسى لكونهما جاءتا شرائع مرحلية وزمانية ومكانية وحدية عالجت قضايا آنية ، لذا جاء التبرير بفصل الدين عن الدولة للخروج من المأزق الحياتي لرجال الدين في الديانتين المذكورتين.ولولا قدرة العلماء الاوربيين على هذا الانجاز العظيم لظلت اوربا والعالم المتقدم اليوم مثل كل الشعوب التي اخذت بحرفية الدين دون تفصيل.

في الاسلام الحالة تختلف لان التشريع بحد ذاته متطورا وبحاجة الى تنفيذ،لكن مع هذا ان الحدية في التنفيذ يجب ان تتحول الى قوانين مدنية تتطابق مع التطور الحياتي لانسانية الانسان،لكن هذا لا يعني فصل التشريع عن الدولة، ولا منهج التشريع ولا الفرقان عن القوانين الاجتماعية ، ولا حتى مفاهيم الجمال ،بل يعني تحديد القوانين بما يتلائم مع التطور الانساني في خدمة الاجيال دون تفريق. لكن لكون ان المؤسسة الدينية انحرفت عن التطبيق وسخرت النص لمصلحتها فقد ضاع العلم والدراية وهدف التشريع.

هذه الطرح القرآني حوله الفقهاء ومؤسسة الدين الى التزامات شرعية لا وجود لها في القرآن والسنُة النبوية الشريفة ، لذا وقعت الدولة في المطب الخطأ ، واصبحت تحكم باراء رجال الدين ومرجعياتها المتزمتة من اصحاب الفِرق والمذاهب الاجتماعية المبتكرة منهم لخدمة السلطة الزمنية والتي لا وجود لها اصلا في القرآن وعدوها هي البديل،وهي تفسيرات طوباوية الزمت المسلمين بألتزامات بعيدة عن القصد الديني في التطبيق.

4

هنا كانت نقطة الأفتراق ونقطة موت التوجهات الدينية الصحيحة ليحل مكانها التخريف اللاهوتي لمرجعيات الدين،الذين لم يخولهم القرآن بحق الفتوى على الناس ولم يمنحهم حق التفويض،ولم يميزهم بلباس معين ولا تقديس . ولان سلطة الدين دوما مع سلطة السياسية للحضية التي منحتها سلطة السياسة لها نراها دوما تقف ضد ابعاد نظرية فصل الدين عن فصل سلطة الدولة لتبقى الافضلية لهم دون حقوق الناس المسلمين،من هنا ضاعت الحقوق والدين معا حتى اصبحنا نريد الخلاص من هذه القيود الوهمية دون نتيجة تذكر مادامت السلطة صاحبة القوة هي المستفيدة من هذا الطرح الخرافي البعيد عن كل تآويل.ونقولها بصراحة لن نتقدم قيد انملة مالم تفصل مؤسسة الدين عن مؤسسة السياسة …لا الدين ؟ فلا الدين له علاقة بآدم … ولا آدم له علاقة بالدين ….؟

لكن كليهم جاؤا من اجل اصلاح الحياة الانسانية … لاغير…

سنكمل الموضوع لاحقاً

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب