18 نوفمبر، 2024 1:25 ص
Search
Close this search box.

آخر من يعطي الدروس

آخر من يعطي الدروس

لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إدا فعلت عظيم
بيت الشعر هذا ينطبق تماما على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وهو يرفع من صوته عاليا يطالب من جهة ترکيا بالکف عن التدخل في الشٶون الداخلية العراقية ومن جهة أخرى يطالب الولايات المتحدة الامريکية بسحب قواتها من العراق بزعم الدفاع عن السيادة الوطنية للعراق، إذ أنه ومع الاخذ بنظر الاعتبار إن ترکيا والولايات المتحدة الامريکية تتدخلان في العراق لأسباب وظروف محددة ولها سقف ومستوى معين، فإن التدخلات الايرانية ليست لها سقف ومستوى معين بل إنها تجاوزت الحدود والمعايير، ومن هنا فإن النظام الايراني وبدلا من أن يرفع صوته ويطالب الآخرين بعدم التدخل في العراق فالاولى به أن يضع حدا لنفسه قبل أن يطالب الاخرين بذلك.
تصريحات سفير النظام الايراني في العراق أيرج مسجدي بشأن دعوته لترکيا بعدم التدخل في العراق، فإن رد السفير التركي في العراق فاتح يلدز على تصريحاته بقوله: “أعتقد أن السفير الإيراني آخر شخص يمكن أن يعطي تركيا درسا في احترام حدود العراق”، هو رد ذو معنى وإعتبار خاص يفضح کذب ودجل وزيف النظام الايراني وتصوره الخائب والساذج حتى بشأن التمويه على الآخرين من حيث إظهار نفسه وکأنه لم يتدخل أبدا في العراق في حين أن مجرد إلقاء نظرة عابرة تٶکد إن الحقيقة خلاف مايزعمه مسجدي خصوصا إذا ماتذکرنا بأن مسجدي هذا أحد الضباط الکبار في فيلق القدس الارهابي وإنه کان مستشارا للإرهابي المقبور قاسم سليماني، فإن ماقد صرح به مسجدي کلام يرتد عليه وعلى نظامه قبل أن يصل للآخرين.
التدخلات الايرانية المشبوهة في العراق وخصوصا بعد الاحتلال الامريکي للعراق والذي وصل ذروته في عهد سئ الذکر نوري المالکي، هي تدخلات غير عادية بالمرة ولاسيما إذا ماأعدنا للإذهان ماقد صرحت به زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي في عام 2004 بشأن ذلك وتأکيدها على أن:”تدخلات نظام الملالي في العراق أسوأ من القنبلة الذرية بمائة مرة وغإن لها آثار وتداعيات سلبية ليس على العراق وإنما على المنطقة والعالم”، وتذکرنا بما جرى ويجري للعراق والشعب العراقي بسبب من تدخلات هذا النظام، فعندئذ نعلم بأن تصريحات مسجدي بشأن دعوته ترکيا لعدم التدخل في العراق إنما هي تصريحات مثيرة للسخرية والاستهجان، علما بأننا لاندافع ولن ندافع عن التدخلات الترکية والامريکية في العراق لأننا نقيس کل تدخل خارجي مشبوه بنفس المقياس والمعيار الوطني، لکن تدخل النظام الايراني هو التدخل الذي تجاوز کل الحدود ويجب وضع حد له قبل الحديث عن أي تدخل آخر.

أحدث المقالات