لاغرو من إنه ليس هناك من نظام دکتاتوري في العالم بإمکانه منافسة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من حيث الاوضاع الوخيمة وتراکم مشاکله وأزماته الحادة فوق بعضها وتزايد ليس فقط رفض وکراهية الشعب الايراني له بل وحتى رفض وکراهية شعوب المنطقة والعالم وذلك بسبب نهجه القمعي التعسفي وتماديه في تصدير التطرف والارهاب والتدخل في بلدان المنطقة والعالم، ويمکن القول بأن هذا النظام صار في حالة إشباع کامل من حيث المشاکل والازمات وهو في غنى کامل عن أية إضافة بهذا الصدد، غير إن الرياح لاتسير دائما بما تشتهي السفن حيث إنه ومن خلال الاحداث والتطورات الجارية وبسبب من النهج المشبوه والماضي الاسود للنظام فإنه سرعان مايجد نفسه أمام مشکلة جديد.
إعتقال حميد نوري، المسٶول السابق في النظام الايراني، لدى زيارة له للسويد في عام 2019، بناءا على شکوى مقدمة ضده من جانب شاهد ومدع من السجناء السياسيين السابقين وأفراد أسر الضحايا، وتقديمه للمحکمة لتورطه في تلك المجزرة. أضافت مشکلة جدية جديدة ذات طابع سياسي ـ قانوني ـ دولي لمشاکل النظام وهو في الوقت الحاضر فإن آخر مايحتاج إليه مشکلة خطيرة من هذا النوع من الممکن أن تتطور وتأخذ أبعادا بالغة الخطورة ولاسيما بعد أن باتت مختلف الاوساط الحقوقية المعنية بحقوق الانسان وکذلك أوساطا سياسية تتابع هذه المحکمة عن کثب، وهو مايشعر النظام الايراني بالقلق.
صباح يوم الجمعة الماضي، استأنفت المحكمة السويدية المختصة بالجرائم الدولية جلستها السابعة عشرة في ستوكهولم لمحاکمة حميد نوري، المسؤول السابق في السجون الإيرانية، عن ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، ولدوره في تنفيذ إعدامات جماعية راح ضحیتها 30 ألف سجين سياسي غالبيتهم من منظمة مجاهدي خلق المعارضة عام 1988. وقد أدلى في هذه الجلسة السجين السياسي أكبر بندلي وهو أحد الناجین من المجزرة المروعة، بشهادته أمام المحكمة متحدثا عن مشاهداته عن جرائم نوري في سجن جوهر دشت بمدینة کرج الواقع غرب طهران، حيث كان معتقلا هناك ضابط مناوب في أغسطس 1981 بتهمة دعم ونصرة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وقد أمضى هذا الشاهد 13 عاما في سجون النظام وأفرج عنه عام 1994، بعدما تعرض للتعذيب وحكم عليه بالسجن 15 عاما، تنقل خلالها في سجون جمشيدية، وغزل حصار، وإيفين فضلا عن سجن جوهردشت.
الامر الذي يصيب النظام الايراني بصداع شديد، هو ورود اسم الرئيس الحالي لإيران أي ابراهيم رئيسي کثيرا أثناء الجلسات ال16 الماضية للمحکمة والانکى من ذلك إنه وتزامنا مع هذه المحاکمة هناك وقفات احتجاجية يومية في العاصمة السويدية ستوكهولم مستمرة منذ بدء محاکمة حمید نوري حتى الآن. ويطالب المتظاهرون فيها بمحاكمة قادة النظام بمن فيهم خامنئي ورئيسي بسبب تورطهما في مجزرة عام 1988 والتي من خلالها تم إعدام أكثر من 30 ألف سجين سياسي، 90% منهم من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.