كانا بيادق شطرنج بيد الكبار، وساحة نزاعات لتصفية الحسابات، وتقاسم المصالح؛ لكن كما هو متعارف عليه، عندما يتوغل البيدق في الرقعة، وصولاً الى الخطوط الخلفية للخصم، يتحول الى وزير، أو (رخ) كما تسميه بعض الثقافات، له صلاحيات أوسع للتحرك، وآراء
خاصة بما ينفذه من مهام.
تحول الاثنان من تنفيذ مصالح الغرب، الى فرض مصالحهما عليهم، والحصول على الدعم، لضمان توسع نفوذهم، ورعاية خططهم لاستخدام دول اخرى، كبيادق شطرنج تعوض الفراغ في الرقعة.
تطور الأحداث، جعل الطرفين يخرجان من حدود الرقعة، الى ساحة أوسع، يلعبان فيها أمام بعضهما بشكل مباشر، يراوغان، يمرران، يسددان نحو الهدف؛ لكن بقي ذلك خارج ساحتيهما، وبغير لاعبيهما، و شعوب تلك المناطق هي الكرة، و الدعم المادي، والإسناد الدولي
لهما، ظل خاضعاً لتوجيه الحكم ( الدول الكبرى ).
تختلف أدوات اللعب، من طرف لآخر، تارة تكون دولة، تقف شوكة في حلق الخصم، تعارض وتعرقل كل تحركاته، مستعملة كامل نفوذها، وعلاقاتها الخارجية، وتارة يكون الأداة، شخص ذو سلطة او منزلة، له تأثير في الساحة، يقوم بزيارات وتحركات، غير معهودة من
قبله، سعياً للحصول على نفوذ، داخل مساحات تعد، بمثابة مستوطنات للطرف الآخر؛ و تارة تكون حرباً خارج الحدود، ترسم لوحة بلونين، اﻻحمر والاسود.
انتهت المباراة بالتعادل، لكن بسبب دمار أرض الملعب، قرر الطرفان نقل المرميان الى ارضيهما، و شرعا بتسديد ضربات الترجيح على بعضيهما، ركلات غريبة من نوعها، فعندما يستدعي احد الطرفين، سفير أو أحد حلفاء الطرف الآخر، يصعب معرفة من الذي
سجل هدفاً! بل حتى من الهداف، و من حارس المرمى؛ زيارات، لقاءات، تصريحات معاكسة للمبادئ والمتبنيات السياسية؛ ماذا يحدث؟!
ينتظر العالم نتيجة هذه المباراة، التي لا يسهل أن يفوز فيها أحد الطرفين؛ فهل ستستمر فترة أكثر؟ هل ستحسم؟
هل هناك حسم بعد التعادل بالترجيحيات؟