22 ديسمبر، 2024 6:07 م

آخر تطورات الموقف : غزة – تل بيب !

آخر تطورات الموقف : غزة – تل بيب !

مع تجاوز منتصف ليل الأربعاء , لا مؤشرات على قبول اسرائيل لوقف عملياتها الحربية صباح هذا الخميس ” كما كان متوقعاً ” رغم ترويج بعض وسائل الإعلام لذلك .
وفي الحقيقة فإنّ ايّ وقفٍ مفترض للغارات الأسرائيل ” من الجو والبر والبحر ” , فلا تنطبق عليه الشروط والمواصفات القانونية – الدولية وفق توصيفات هيئة الأمم المتحدة لكلا الهدنة او وقف اطلاق النار , والمحددة بضوابط متّفق عليها في القانون الدولي , فأسرائيل ترفض اصلاً توقيع اتفاق , او اتفاق مشترك مع حركة حماس بشأن وقف العمليات الحربية , فأنها بذلك تعتبر انّ حماس ندّاً لها , ولا تبتغي منح حماس هذا الدور في التوقف عن اطلاق النار . ويبدو انّ أمراً شبه مبهم يدور في اذهان القادة الإسرائيليين , والى ذلك لا يمكن التعويل كليّاً على ادارة بايدن في التوسط مع تل ابيب لوقف المعركة , فمنذ يومين عرقلت الولايات المتحدة صدور او إصدار قرارٍ في مجلس الأمن لفرض وقف اطلاق النار , ويبدو ايضاً انّ الرئيس الأمريكي يتمتع بشخصية مزدوجة في السياسة الخارجية ” على الأقل ” وقد اتّضح ذلك في تعامله مع الملف النووي الأيراني .!

دورٌ مشهود للرئيس الفرنسي ماكرون في سعيه ومحاولاته لإيقاف الغارات الأسرائيلية على غزّة , وقد تبلور وتجسّد ذلك في اجتماع القمة مع الرئيس السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي شارك في هذه القمة بحضور فيديويٍ خاصّ , لكن بدا انّ الأمور خرجت عن السيطرة من ايديهم .! , وبجانب تصريحاتٍ ومواقف لبعض الزعماء العرب بهذا الشأن , لكنّه في العموم فأنّ الدور العربي فقد قدراته على التأثير لدى حكومة نتنياهو بخصوص الحرب .

على الصعيد الدولي , فدور بريطانيا اقرب ليغدو مبهماُ منه الى ان يكون غير واضحٍ .! , وحتى روسيا التي تمتلك علاقة خاصة وستراتيجية مع اسرائيل < من خلال الملف السوري والتنسيق المشترك للغارات الأسرائيلية على سوريا > فلم يظهر من موسكو سوى التصريحات المناوئة والرافضة لديمومة الحرب .!

وإذ تبدو الأمور معلّقة ” لأمدٍ غير طويل ” ومرتبطة بقرارٍ انفرادي من نتنياهو وحكومته الأمنية المصغّرة , فمن المفترض ” حاليّاً ” ان تتركّز الجهود الدولية والعربية في الضغط على اسرائيل لإدخال مساعدات طبية وغذائية عاجلة , وانقاذ آخر ما تبقّى من معاني الإنسانية أمام اللآلاف المؤلّفة من اطنان القنابل التي تلقيها المقاتلات والقاذفات الإسرائيلية على مدينةٍ صغيرةٍ بحجم غزّة ذات العدد السكّاني الضئيل .! فلم تعد هذه المدينة لتتحمّل اكثر من هذه الأطنان .! , ولماذا إشراك السكّان المدنيين بقصف مناطقهم ومجمعاتهم السكنية بذريعة المقاتلين الفلسطينيين الذين يقاومون من تحت الأرض .!

وحقيقةٌ مؤسفة فإنّ عموم الموقف الجماهيري العربي ” سواءً داخل او خارج الوطن العربي ” فأنه دون المستوى المطلوب .! ودونما إنكارٍ او نفيٍ لهذا التحرك الجماهيري المتواضع للغاية .!