5 نوفمبر، 2024 3:31 م
Search
Close this search box.

آثار وتداعيات وباء کورونا على النظام الايراني

آثار وتداعيات وباء کورونا على النظام الايراني

يمکن القول وبقناعة تامة وفي ظل الظروف والاوضاع الجارية والمستجدة في إيران ولاسيما بعد تفشي وباء کورونا وتوجيه أصابع الاتهام للنظام الايراني بتورطه بالتستر على تفشي الوباء وما قد تداعى ويتداعى عنه من آثار ونتائج بالغة السلبية، بإن النظام الايراني لو تجوز وتخطى مرحلة کورونا جدلا، فإنه لن ينجو أبدا من آثارها وتداعياتها اللاحقة کما يمکن إستشفاف وإستخلاص ذلك من آراء ووجهات نظر المختصين بالاوضاع في إيران.
لئن کانت معظم أوساط المراقبين والمحللين السياسيين في العالم من الذين يتابعون الاوضاع في إيران، يرون حظ هذا النظام قد تضاءل في البقاء والاستمرار ، فإن الذي يلفت النظر ويسترعي الانتباه أکثر، إن أوساط من داخل النظام الايراني نفسه صاروا يطلقون تصريحات وإستنتاجات بنفس الاتجاه على الرغم من إنها تسعى”من باب حرصها على النظام” بصورة أو أخرى التلميح بأن النظام باق وسيتحدى الصعاب فيما لو فعل کذا وکذا!
التحذير الذي أعلنه مركز البحوث بمجلس الشورى الايراني في تقريره حول عواقب تفشي فيروس كورونا من ارتفاع معدل البطالة واندلاع الانتفاضات الشعبية، وما جاء في جانب من التقرير بإقتراح يقضي بقيام الحكومة بمنع ظهور الاحتجاجات النقابية والاضطرابات بالتخطيط الصحيح، إضافة إلى التحذير من البطالة الناجمة عن أزمة كورونا. فإن ذلك يعني بأن النظام في خطر خلال مرحلة کورونا وإن هذا الخطر سيتضاعف وقد يطيح بالنظام فيما لو يتم تدارکه ولاسيما عندما حذر هذا المرکز في تقريره الأخير من أنه سوف يتم استهداف نظام الحكم برمته في مجالات عدم الكفاءة، في حالة اندلاع الاضطرابات. وکما هو واضح فإن واحد من أکبر المشاکل التي يواجهها هذا النظام هو عدم کفاءة المسٶولين من جهة والفساد المستشري بينهم بسبب من ذلك من جهة أخرى.
الاوضاع الحالية في إيران والتي يسعى النظام لتصويرها وکأنها لوحة رسمت بريشة العقوبات الدولية، موضوع يتم طرحه بصورة وأخرى عندما يتم البحث بصورة دقيقة ومفصلة في جوانبها المختلفة، حيث تتم الاشارة دائما بأن الاوضاع القائمة حاليا ومع الاخذ بنظر الاعتبار آثار وتداعيات العقوبات الدولية عليها، لکن يجب معرفة حقيقة إنها”أي الاوضاع الحالية” هي حاصل تحصيل ونتيجة عمل هذا النظام طوال ال41 عاما المنصرمة من حکمه، ولاسيما وإنه يتصف بظاهرة الهروب للأمام مما جعل المشاکل والازمات تتراکم على بعضها لتٶدي بدورها الى حدوث مستجدات وتداعيات سلبية أخرى تفاقم من سوء الاوضاع أکثر فأکثر.
النظام الايراني الذي حاول کثيرا بعد إفتضاح تستره على الوباء أن يقلل من أهمية تستره وأن يجد تبريرات وأسباب أخرى من أجل تضليل الرأي العام إلا إن لديه مشکلة کبيرة جدا بهذا الخصوص وهي إن هناك منظمة مجاهدي خلق المعارضة النشطة تقف له بالمرصاد وتقوم بکشف الحقائق التي سترها النظام وتفضحه أمام العالم کله، لذا فإن المسار الذي صارت تسير عليه الاوضاع لايبدو إنه ينتهي في المحطة التي يريدها النظام بل قبل ذلك وإن الايام کفيلة بإثبات ذلك.

أحدث المقالات

أحدث المقالات