23 ديسمبر، 2024 10:22 ص

آثار العراق ومكاره الاخلاق

آثار العراق ومكاره الاخلاق

يبدو ان البعض قد اغتاظ وهو يشاهد لقطات من مسلسل مكاره الاخلاق مادفعه غيظه هذا الى ان يسطر الكلمات بلا رقيب ولا وازع من انصاف او على اقل تقدير احترام الذات في جنجلوتية طويلة عريضة تدل على فقد الاعصاب والتحامل علينا وعلى ( كافة المستويات )  – ولا ندري مستواه الى اي قياس يصل – في وصفنا بصفات ما انزل الله بها من سلطان وكأن بينه وبيننا ثار قديم او ان عنده حساسية من شيء ما ايقظناه فيه ونحن اناس جاء بنا محمد القاسم من الهند مع الجاموس والقى بنا في البصرة وجئنا الى بغداد حفاة عراة مشيا على الاقدام او على ظهور الحمير حتى وصلنا قبل ايام الى بغداد وتعلمنا كيف نرطن بلا علم وصرنا نعرف ان نلفظ ( لوكيشن ) وغيرها وليعذرنا المثقف الكبير لتصرفاتنا وهجومنا الكاسح على الاثار وتدميرها بالسلاح النووي واسلحة الدمار الشامل من خلال تواجدنا في هذه الاثار التي حرص المثقف والوطني هذا عليها لانه وطنه وهي اثار اجداده ونحن ناس اوباش جهلة ومن بلد اخر فلا نعرف قيمة هذه الصخور التي رتبت على بعضها وسميت مرافق اثرية .
ولكن اولا كان عليه ان يعرف اثار بلده جيدا عندما يكتب وليفرق بين المدرسة المستنصرية وغيرها من المواقع عندما راح يستعرض ثقافته في سرد قصة المدرسة واهمس له ولا ازعق وبكل وداعة ولا تشامخ ان المكان الذي رايته واستفزك هو ليس المدرسة المستنصرية وعليك ان تطلب كراسا سياحيا لتتعرف على المكان وعلى باقي اثار بلدك التي يبدو انك لم تتعرف عليها جيدا ولم تزرها هذا اولا.
ثانيا :قد تعودنا على مثل هذا الخطاب في شتم الناس ومحاولة التقليل من مكانتهم او سلب هويتهم واذا كنت تنظر الى الناس من الاعلى لتراهم اقزاما فاعلم انهم يرونك صغيرا .
ثالثا : الامانة الاخلاقية والعلمية والمهنية تتطلب من الكاتب ان يقف على الحقيقة اولا ويتعرف على التفاصيل  قبل ان يشرع بالكتابة.
رابعا : ليعلم من يريد ان يشمخ على حساب غيره ان يخاطب الناس بوداعة لكي يردوا عليه بمثلها اوباحسن منها .
خامسا : الخراب الذي حل بالمكان من خلال تواجدنا غير حلة المكان من مكان مغطى بالاتربة وبقايا السكائر والقناني الفارغة ولم يزره احد منذ سنوات الى توافد الوفود عليه من الداخل والخارج وآخر وفد جاء يريد استثماره لأقامة معرض دائم للكتاب . هذا الكتاب الذي شوه منظر الحجارة عندما استغلينا مكان تجاويف الجدار ووضعنا عليها بعض الكتب .  
                    
 اين اين سادسا : الحريص بهذه الحماسة على وطنه واثاره ان يقوم بخطوة عملية يقدر على تنفيذها مثلما عملنا نحن في تنظيم حملة لتنظيف المكان ولمدة 20 يوما بلا انقطاع من الصباح حتى المساء وتحت درجة حرارة تجاوزت ال 50 رفعنا اطنان الاتربة والبقايا وغسل بعض الجدران حتى يستطيع الزائر ان يتحرك في اروقته بكل حرية ولا نفور .

سابعا : يكفينا فخرا ان  قدمنا هذا الصرح من خلال مسلسل ليتعرف عليه حضرة الكاتب الذي لا يعرفه حتى الان ما هو واين هو ؟ ليسال اين هذا المكان وما هو ؟
اذا كان المخلص هذا يريد أن يثبت اخلاصه عليه ان يتقدم للرجوع الى بلده وان يتبرع لتنظيفها بنفسه او تنظيم حملة بقيادته وساكون اول جنوده او ان يتبرع بمبلغ من المال لتاجيرعمال يقومون بذلك نيابة عنه وعنده وسيلة مساعده بأمكانه الاتصال بصديق  .

ملاحظة : عذرا للقاريء الكريم لان كان بودي لا اجيب على تلك التخرصات ولكن اقولها نصيحة وتوضيحا للكاتب وامثاله ان لا يصادروا هويات الناس ويسفهوا عقولهم وينسفون تاريخهم ويلصقون بهم صفاة السوقة لان الاتهام هذا يرتد عليهم . وعليه ان يقول ما يريد قوله بعيدا عن التجريح والاهانة لو كان فعلا وديعا ويريد ان يظل يشمخ .

واخيرا اقول له ولأمثاله  ….سلاما سلام
——————–
* كاتب ومخرج مسلسل ( مكاره في الاخلاق )