23 ديسمبر، 2024 3:19 م

آثار إجتثاث الجماعات في البلدان العربية

آثار إجتثاث الجماعات في البلدان العربية

لقد طبل الكثير لإنقلاب العسكر على الإخوان المسلمين حينها قلت إن الإخوان سوف يزلزلوا الأرض المصرية من خلال التفجيرات والسيارات المفخخة , وهاهي علامات الزلازل تضرب الشعب المصري وسوف تستمر مصر على هذه الشاكلة الى حين الإعتراف بحق الجماعة في حكم مصر
اليوم باتت تطلعات الشعب وأمنياته في واد وإرادة الأحزاب في واد آخر , إرادة الحزب فوق إرادة الجميع ولاصوت يعلو فوق صوت الجماعة
لم تكن إرادة جماعة الأخوان المصرية هي النموذج الوحيد الذي يملي إرادته على الشعب بل إن كل الجماعات داخل المجتمعات العربية تحذو حذوها
في العراق جماعة حزب البعث العربي الإشتراكي منذ عشر سنوات تضرب الشعب العراقي بكل ماملكت قوتها من أساليب الموت نتيجة إجتثاثها من حكم العراق الجديد , كذلك جماعة حزب البعث السوري لازالت تحرق الأخضر واليابس في سوريا دفاعا عن جماعتها كي لاتفقد السلطة وتسلمها الى مجموعة أخرى
كذلك الحال ينطبق على جماعة الحوثيين وماشكلوه من مصدر لحالة عدم الإستقرار في اليمن حيث أدى صراعهم الى اسقاط نظام علي عبدالله صالح من السلطة عندما تراكمت معاناتهم مع معاناة غالبية الشعب اليمني , كذلك حالة الكبت الذي عاشته الحركات الإسلامية في تونس نتيجة حكم زين العابدين بن علي وقبضته الحديدية ونظامه  اللاديني أدى الى إنفجار الوضع عليه وأدى الى سقوطه بسرعة فائقة
هذا الحال لم يختلف في السودان فجماعة جنوب السودان تعرضت الى أبشع الجرائم نتيجة الحكم المسيطر على إدارة البلاد لكن هذا الحكم لم يدم الى مالانهاية حتى باتت جنوب السودان هي الاخرى تجبر السلطة برئاسة عمر البشير الى الإعتراف بجنوب السودان كدولة مستقلة
جماعة الأكراد في العراق أجبروا أطغى طغاة العصر ” صدام حسين ” على الإعتراف بحقوقهم وإقرار مصيرهم نتيجة لجهادهم المستمر وعدم تخليهم عن قضيتهم
جماعة حزب الله في جنوب لبنان يقاتلون على أكثر من جهة ويشكلون عقبة حقيقة بوجه كل من يحاول الإعتداء على حقوقهم
كل هذه الدلائل تدل على إن المجتمعات العربية غير مؤمنة بنظام الديمقراطية الحقيقة وغير مؤمنة بنظام حكم الأغلبية كذلك الأغلبية عندما تصل الى السلطة لاتلتزم بقوانين التعايش السلمي وإحترام حقوق الأقليات فنراها تقتل وتشرد وتعتقل الأقليات وتطالبها بالرحيل من أوطانها
لذلك سوف تبقى هذه المجتمعات غارقة بالدم والصراع المستمر نتيجة إجتثاث هذه الجماعات والحل يكمن في إيصال شخصيات تحظى برضا كل مكونات المجتمع ومايطلق عليها بــ ” الشخصيات الوطنية الحقيقية ” لأن الحكومات غير محكومة بقوانين إنسانية .
[email protected]