23 ديسمبر، 2024 4:29 ص

آب اللاهب والقرار المجنون

آب اللاهب والقرار المجنون

ليس من السهل أن تُقاد الامم والشعوب مالم يرافق ذلك حلما وصبرا ولربما كثير منا من يخطأ في حياته اليوميه ،وفي عمله، وفي مجتمعه، لكن مساحة هذا الخطأ قد تكون محدودة أو هامشيه أو تنحصر في خانة الشخصية، ومن ثم يمر هذا الخطأ بدون نتائج تذكر،أما انك تتخذ قرارا بدون مشورة، أو تفكر، أو روية ،أو حلم، وتعرف وتعي أن القرار يتعلق بأمة، وحضارة، وتاريخ ،وشرف، ومهنية، واستعداد، وتشتبك مع هذا القرار أعلى درجات الجنون . لعمري أنه أمر مُحير، لست بصدد أن أسرد الماضي الذي مضى عليه أكثر من عقدين ونصف من الزمن، ومن ثم لايعنيني من أعطى الضوء الاخضر ومن أستلمه , ولاتعني لي أي شي كل مفاصل الخلاف الذي حصل بين العراق آنذاك ومشيخات النفط والغاز، ولايهمني أبدا هل العراق دخل في نظرية المؤامرة أم خارج منها ، ولا يهمني من بلع الطعم العراق أم الكويت ، والأسماء لاتعني لي شيئا أطلاقا بقدر الشعوب والأمم ، لأن الاسماء زالت والشعوب هي الباقية، اذا من يتحمل القرار المجنون في آب اللاهب أنذاك ؟ الرئيس ،المرؤوس ، الحكومة ، القيادة ، هذا ايضا صار في دفاتر التأريخ والمؤرخون هم من يبحث في ذلك ؟ ما يهمني أن ضياع الامة ومقدراتها بكافة مفاصلها سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ، تمزيق العراق وتشريد أهله وانتهاك حرماته وتجويعه وتدميره وتخريبه، تدمير الشام وتخريبها وتقطيعها ، انهاء الحد الادنى من الرابط العربي ، انتهاك الاقصى والحرمات الفلسطينية يوميا ، ضياع طرابلس الغرب بمواردها البشرية والمادية ، ضياع صنعاء اليمن السعيد، استغلال دول الجوار الضعف والتمزيق الحاصل في العرب وتدخلهم السافر في الشأن العربي ، التمادي اللعين من قبل الغرب في ذبح العرب أينما يكونوا والسيطرة على مقدراتهم جميعا وقراراتهم ،انتشار التنظيمات المسلحة بمختلف المسميات والعناوين ، كلها بسبب القرار المجنون في آب اللاهب ،هذا الرأي مجمع عليه من أكثر العراقيين والعرب .