هل هنالك خطوط حمراء عند كتابة التاريخ ؟

هل هنالك خطوط حمراء عند كتابة التاريخ ؟

الخطوط الحمراء قد تكون لحقبة زمنية محدودة قد تظهر بعد حين وقد تطمر من غير اطلاع ، الخطوط الحمراء هو سري للغاية عند الساسة العلمانيين ، خطوط حمراء عند بعض المسلمين عندما يكون الحديث عن مقدساتهم من الرجال ، او رواية مشهورة يتبين بعد حين ضمن مؤلفات عن الخطوط الحمر فتصبح حبر ازرق للكتابة او غير صحيحة.

لكن الذي دعاني للكتابة عن هذا الموضوع هو عند قراءتي لمقدمة موسوعة ( السيد محمد باقر الصدر سيرة ومسيرة حقائق ووثائق )، فكانت مقدمته اكثر من ستين صفحة الخصها بان المؤلف ( عبد الله حيدر ابو زيد العاملي ) يريد ان يبرر ما دونه في الموسوعة من معلومات بين الصادمة والصريحة والتي لا تستحق نشر ، ولهذا استشهد باقوال اعلام ومراجع ليدعم اسلوبه في الكتابة لانه حصر موسوعته بحوزة النجف لا سيما عقدين من الزمن من سنة (1960 ـ1980 ) وهي فترة السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي والسيد باقر الصدر ، وحقيقة ذكر حقائق ووثائق تثير الاهتمام .

في المقدمة مثلا استشهد بما قاله الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه عقليات اسلامية عن النجف وما فيها من سلبيات وايجابيات بهذا النص ” اني أرجح الفوضى على تنظيم الساسة والسياسة ، وأفضل أنا وكل عاقل التقاليد النجفية بعلاتها على أي تدخل خارج عن الدين وأهله ، وليس معنى هذا اني سأسكت وأصمت عما نحن فيه من عيوب وأخطاء ، حرصا على الهيئة الدينية ، والحوزة العلمية ، كما يقولون . . كلا ، ثم كلا .

كيف ، وأنا مؤمن بأن السبيل إلى القضاء على الرذيلة والأخطاء هو ان نعرفها ، ونعترف بها ، ونشعر بوجوب الخلاص منها ، أما السكوت والصمت ، اما التجاهل وغض الطرف عن العيوب فمعناه الامضاء لها ، والابقاء عليها ”

وفي مكان اخر يتعرض الى موضوع مهم وهو المراجع والعلماء ليسوا بمعصومين ، يعني الخطا وارد لكن الحديث عن الخطا بحسن نية وحفظ كرامة العالم وليس التنكيل ، ذكر ان هنالك اكثر من مرجع لم يصرح بفتاوى يعلم انها تثير العوام ، وهنا يسال المؤلف من يتحمل الاثر المترتب على عدم الافتاء ؟ ، تطرق الى ابناء المراجع وشبههم بابناء النبي يعقوب كيف يتفقون على من هو احسن منهم وكيف يقنعون اباهم بما يقومون به وعندما يظهر خطأهم يعتذرن باعذار واهية .

نقل عن الشيخ مطهري استدلال على واقع الحال بالمثل الاتي مثل (الكرّية ) يقول ان الخطا الذي يصدر من العوام يتم رفضه واستهجانه وحتى معاقبته على ذلك ، بينما لو صدر نفس الخطا من عالم كبير لا احد يتطرق له مشبه ذلك بان الاناء الصغير لو سقطت فيه نقطة نجاسة تنجسه بينما نفس النقطة لو وقعت في الكر لا يتجنس فالاناء الصغير هو العبيد الصغير الكر هو العالم الكبير

ويؤكد السيد الخميني والخامنئي بتدوين التاريخ بكل حيثياته وعدم التغافل عن أي فعل او قول مع صدق نية المؤرخ .

يقول مغنية ” ما معنى الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ؟ هل معناه اننا مسؤولون عن غيرنا ، ولسنا مسؤولين عن أنفسنا ؟ ثم لماذا نحرص كل الحرص على أن يستر بعضنا على بعض ، ونخاف هذا الخوف من النقد والصراحة ؟ وهل من سر سوى الجبن والهلع من الفضائح والقبائح ؟

لو كنا على قليل من الوعي والشجاعة ، أو على شيء من حب الخير لأنفسنا لرحّبنا بالنقد والناقد”

انا شخصيا تطرقت لمعلومات تاريخية وعقبت عليها فوردتني رسائل انتقاد عن جدوى كتابة هكذا معلومات ، اقول ان لم نصحح حالنا ونعترف باخطائنا لغرض خدمة الاسلام فاننا سنمنح اعداء الاسلام للتشهير بنا عندما يكتشفون ما نرفض ان ننتقده من خطا اقوالنا وافعالنا .

استشهاد بحادثة ذكر في كتاب احقاق الحق للسيد المرعشي 8/602 عن العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي في كتابه (المناقب المرتضوية) (ص 364 ط بمبئي) قال: روى إن عليا قد أصاب رجله في غزوة أحد سهم صعب إخراجه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجه حين اشتغاله بالصلاة فأخرجوه من رجله فقال بعد فراغه عن الصلاة: بأنه لم يلتفت بذلك.

وفي رواية اخرى للامام علي عليه السلام هي اعطائه خاتمه للسائل اثناء صلاته ونزول اية بذلك، يعني انه اثناء الصلاة كان منشغلا بكلام السائل الذي يريد صدقة فمد يده وهو راكع ليقول للسائل خذ الخاتم .

الان في الحديث الاول دلالته على ارتباطه بالله عز وجل اثناء الصلاة في الرواية الثانية بخلاف ذلك ، واقول ان الاول رواية والثانية دراية، والدراية تدحض الرواية ، وقد يكون هنالك تاويل للربط بين الحديثين انا لا اعتقد بصحته ، وفي نفس الوقت الامام علي عليه السلام هو القائل “لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك” وعليه فليس هذا تشكيكا منا بايمان وارتباط امير المؤمنين عليه السلام بالله عز وجل بل له ارتباط خاص عندما يقرا القران لانه يقراه وكان الله عز وجل يحدثه ,