22 ديسمبر، 2024 8:56 ص

منهج الخوارج ..يخالف القرآن في مفهوم التقية !!

منهج الخوارج ..يخالف القرآن في مفهوم التقية !!

لا يخفى على الإنسان المنصف العاقل أن يدرك الأمور بعين الواقعية دون تعصبٍ أو انحياز ، بل يحكم العقل لكي يحصل على نتائج منصفه وبديهية تنفعه في الدنيا وتكون له نجاة من عذاب الأخرى لا ان يتبع منهجاً عرف بالضلالة ،والبدع والتدليس، والمكر ، والخداع والسير خلف دعاة التكفير والانحراف ، ومن جملة الأمور التي استخدمها المنهج التكفيري الضال المضل على تكفير طائفةٍ من طوائف المسلمين وهم الشيعة هي التقية التي يرفضها الخوارج الدواعش ويتهمون من يستعملها على أنه جاهل كما ورد في كلام ابن تيمية الذي يقول فيه ( الرَّافِضَة أَجْهَلُ الطَّوَائِفِ وَأَكْذَبُهَا وَأَبْعَدُهَا عَنْ مَعْرِفَةِ الْمَنْقُولِ وَالْمَعْقُولِ وَهُمْ يَجْعَلُونَ التَّقِيَّةَ مِنْ أُصُولِ دِينِهِمْ ، وَيَكْذِبُونَ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ كَذِبًا لَا يُحْصِيهِ إلَّا اللَّهُ ، حَتَّى يَرْوُوا عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ أَنَّهُ قَالَ : التَّقِيَّةُ دِينِي وَدِينُ آبَائِي ، و ” التَّقِيَّةُ ” هِيَ شِعَارُ النِّفَاقِ ؛ فَإِنَّ حَقِيقَتَهَا عِنْدَهُمْ أَنْ يَقُولُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَهَذَا حَقِيقَةُ النِّفَاقِ ” .
انتهى من “مجموع الفتاوى” (13 /263) .
وهنا نأخذ موارد قرآنية تجيز التقية فمؤمن آل فرعون كتم إيمانه تقية من فرعون وأسلوبا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا خوفا على نفسه أو طمعا في الدنيا و المناصب والأموال قال تعالى ) وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)
ومن المؤكد ان شيخ الدواعش الخرف الذي اتخذه جمع كبير من المسلمين على انه العالم الرباني والعادل والفقيه الكبير ما هو إلا حلقة وصل بالشيطان الرجيم من خلاله أسياده الأموية الذين اتخذوا منهج السب والشتم وقتل الأنفس المحترمة طريقاً ومنهجاً لحكمهم الجائر المستبد الظالم ،وقد ذكر احد المحققين الكبار ممن حقق في تاريخ أهل التكفير والضلالة والبدع قولاً مأثوراً ادحض فيه كل أقوالهم الواهية والمستبدة التي تريد أن تجعل من دين الإسلام محلاً للسخرية من خلال الأفعال القبيحة التي مارسها دواعش التكفير وهنا نذكر ما هو مضمون قوله نقلاً عن ابن كثير حيث ذكر((قوله: ( إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) أي: إلا من خاف في بعض البلدان أو الأوقات من شرهم ، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته ؛ كما حكاه البخاري عن أبي الدرداء أنه قال: ” إنَّا لَنَكْشرُ فِي وُجُوهِ أقْوَامٍ وَقُلُوبُنَا تَلْعَنُهُمْ ” انتهى من “تفسير ابن كثير” (2 /30) .
وعقب سماحته على هذا القول رضينا منكم ان تكشروا بوجهكم علينا وتلعنونا بقلوبكم ؟؟!!
لا أن يمارس قطع الرؤوس وتفخيخ المنازل ، وتفجير الأسواق وارتكاب أبشع الجرائم بحق الشيعة وغير الشيعة .
ويدل هذا على أن أصحاب المنهج ألتدليسي المكفر والمنحرف يخالفون كل الطوائف الإسلامية التي تتخذ منهج الإسلام الوسطي المعتدل . ويخالفون زعمائهم وأئمتهم في مفهوم التقية التي جعلها الله لحفظ الإنسان المسلم من شر المعتدين والظلمة في موار خاصة تبيحها الشريعة لكن في موارد أخرى نرى أن الأئمة (عليهم السلام) قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل نصرة وعزة الإسلام كما فعل سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام