13 ديسمبر، 2024 4:19 م

ملخمة جلجامش – 7

ملخمة جلجامش – 7

-7-

نحن ضحايا التاريخ، التاريخ لدينا مجرم حتى يثبت براءته، التاريخ كرة قدم بين اقدام لاعبين حاكمين محترفين ويلعبون في نوادٍ خارجية، يتسلمون الأوامر والتعليمات من حكومات الخارج، الحكم دوما يكون من الخارج!!، والجميع المحكومون يجلسون على مدرجات الملاعب وهم يكرّسون الحَبْ وياكلون الشاميّة بشراهة… ولايملكون الا ان يفرحوا بفوز الحاكم دوما… ويحزنون على خسارة انفسهم كالعادة…

اطويرش متهم بسلب قدسية اسطورة جلجامش على الرغم من ان التاريخ يقول ان جلجامش حكم اوروك لمدة 19 سنة قبل 2700‪ عام ق. م، مشكلة اثبات التاريخ بصفته واقعا حقيقيا يصطدم بعقلية التنك الني يحملها اطويرش تحت شطفته، الزمن سائل لك ان تتذوقه ولكنك لن تراه، ومع هذا انت مؤمن للّوحة انه يتغير كما تتغير عندك وجوه الأصدقاء، هناك مصلحة شخصية في الزمن لتجعل اطويرش وامثاله يدورون مثل “المصرع” حول انفسهم ليصدقوا ان الارض …كروية !.

-سيد اطويرش… لديك رأي متطرف حول الاسطورة… انت محسود لانك تعيش في اوروك وتشاهد اسطورة حية تمشي على قدمين ويتبعها الجميع مثل ظلها، ظلها مثل كلب جائع لايستريح الا بعد ان ينهش باللحم الحي للجمهور، الاسطورة اسمها جلجامش… لكنك مواطن عاق وخارج عن التغطية… لماذا تلعن قائدنا الاسطورة وانت تعيش ايامه الذهبية؟

اطويرش لايملك ثقافة تجعله يفهم السؤال فكيف سيجيب عنه؟ والمحقق الذي يستجوبه في قصر البداية محقق تاريخي ليس لديه حكم سوى اللعن ..والدفرات…

اطويرش قل له: ان الاسطورة مخزن لأحلامنا التي وقعت بالصدفة بيد لوتي شفندحي يحسن رواية الاكاذيب فكتبها ليقنعنا ان حكامنا يملكون من الشرف ماتملكه ربة الصون والعفاف المحفور لها حسنة ملص، وان اياديهم البيضاء هي التي صبغت رؤوسنا بالشيب وقلوبنا بالحزن… فكيف لوكانت اياديهم سودا؟

الاسطورة هو هروبنا الى عدالة الماضي المكتوب ونحن نعيش في مستقبل روائي مخفي، التاريخ هو الراوي الوحيد الذي لانملك الا …تصديقه في جميع اكاذيبه البيضاء مادام الجميع يسكن في تراب مقبرة الذاكرة، الحاكم الظالم اصبح كذبة حتى لو راينا الف مقبرة تمتليء بضحاياه، وان صدقّناه …سنجرُّ بلحانا ياخة كل كلاوات الجرح والتعديل لنظهر وجه الحاكم بامر الله ابيض مربرب مثل لحم مؤخرة مارلين مونرو… انها بيضاء يااطويرش وتسوه كل حقائق العالم السوداء التي تدّعي الديمقراطية…التاريخ مقدس لدينا لانه مكتوب بلغة عاطفية، والكتب المقدسة يتداولها المحققون ليبحثوا عن تناقضها… بنقائضها مكتوبة بلغة العقل، مجتمع هذا ام شلّةُ حشاشين يدخنون ايامهم وايام الآخرين ولايخجلون؟ العالم يحب الجهل يااطويرش لان العقل محكمة خاصة لاتخضع احكامها لأي قرار تمييزي… نحن نتهم اصحاب العقل بالخروج على المألوف حتى نخرجهم من دينهم استعدادا… لقتلهم وسحلهم في الشوارع….نعم سحلهم! الا تعلم ان ثقافة السحل ثقافة رافدينية؟

اطويرش يحمل جهل الحضارة تحت شطفته، والمحقق يتقن دوره، وجلجامش مازال يحكمنا منذ عصر السلالات وحتى عصر سلات الحصة التموينية… جلجامش دهن المائدة وبيض المائدة وطحين الحصة الذي انتقل بالوانه من الابيض والاصفر والرمادي حتى وصوله الى اللون الاسود!…

تاريخك اسود يا اطويرش…… هل ستكفر بالاساطير لتخدم غزاة الهكسوس الوثنيين؟ الاسطورة ترسم لك مستقبلا لاتراه الا عيون الحاكمين… ومن انت ايها الهامش الصغير في متن السلطة حتى تقول: اني أرى؟

ايها المتهم اطويرش: الحكام لايتقاتلون الا رغبة في اظهار مواهبهم اللهلوبة، الغيرة عند الحكام مثلها عند الضرات، لكنهم يبقون حكاما… لانهم سوف يتصالحون في النهاية!، ويبقى الشعب مثل قطيع بحاجة إلى الراعي، النار بين الحكام نار صديقة…. ونار عشيقة، الحكام خلقتهم الالهة ليحكموا، وانتم خلقتكم الالهة لتكونوا خداما لهم، جلجامش حين يغتصب العرائس قبل ازواجهن فهو يبارك رحمها…. اسمع يااطويرش… هذا ماذكرته الملحمة…اسمع يحظي !!:

فتح الرجل فمه، وقال لإنكيدو: (لقد اقتحم) بيت الجماعة، المخصص لاجتماع الناس، (ودار) حرمة الزوجية، وجلب العار على المدينة، فارضاً على البلد المنكود عادات مشينة.

لأجل جلجامش، ملك أوروك ذات الأسواق، طبل الناس يقرع، لأجل جلجامش، ملك أوروك ذات الأسواق، طبل الناس يقرع، لاختيار العروس. يطأ العرائس المنذورات للزواج، هو يأتي أولاً، ومن ورائه الزوج الموعود، هذا هو قضاء الآلهة، منذ أن قطع حبل سرته، قدر عليه)).

لدى سماع كلمات الرجل، غدا وجه إنكيدو شاحباً، مشى (إنكيدو في المقدمة)،

ومن ورائه مشت كاهنة الحب، وعندما حل بأوروك ذات الأسواق، احتشد الناس حوله.

عندما انتصب في الطريق، بأوروك ذات الأسواق، تجمع الناس حوله، قائلين عنه:

((إنه شبيه لجلجامش في بنيته، أقصر قامة، ولكنه أصلب عوداً، أقوى من في الفلاة ذو بأس عظيم، حليب الحيوانات البرية، تعود أن يرضع، وفي أوروك ستسمع دوماً قعقعة السلاح)).

ابتهج الرجال: لقد ظهر رجل جبار، للبطل الكامل الوسامة، لجلجامش، ند كما الآلهة انتصب)).

للإلهة اشخارا، المضجع، قد أعد، وجلجامش (مع المرأة الشابة)، ( سيلتقي) في الليل.

وما أن اقترب (ينوي دخول المعبد)، حتى وقف (إنكيدو) في الطريق، يسد المدخل.

بكل قوته.

تلاقيا في (أوروك) ملتقى أسواق البلاد، (على جلجامش) سد إنكيدو البوابة.

بقدمه (سد إنكيدو البوابة)، ليمنع جلجامش من الدخول، أمسك كل منهما الآخر، يخوران خوار الثيران.، حطما دعائم البوابة، وارتجت (لهول الصراع) الجدران.، جلجامش وإنكيدو، أمسك كل منهما الآخر، يخوران خوار الثيران.، حطما دعائم البوابة، وارتجت (لهول الصراع) الجدران.

(أخيراً) مال جلجامش (فوق خصمه)، وقدمه (ثابتة) في الأرض. هدأت سورة غضبه، واستدار ماضياً في طريقه. ولما تولى، نادى إنكيدو، قائلاً لجلجامش: ((كمخلوق فريد، أمك، سيدة المدن الحصينة، البقرة الوحشية، (الربة) ننسون، قد حملت بك. فرأسك مرفوع فوق الرجال، وسلطاناً على الناس قد وهبك الإله إنليل)).

…………………………………………………………..

اطويرش تدور في راسه اغنية قديمة فيهوس وشطفته بيده وكانها راية استسلام:

جلجامش يسأل خمبابه

اطويرش ضّيع صول اچعابه؟

“ذوله احنه اسباع اي والله وعونچ ياكاع”…