رسالة رئيس الجمهورية التي يلتمس فيها السيد الصدر المشاركة في الانتخابات تحمل مغالطات منها الاشارة ضمناً في نهايتها كونه من مؤسسي مرحلة بعد 2003 و الحال السيد الصدر ( دام ظله ) لم يكن طرفا في مجلس الحكم و لا البرلمان المعين و حكومة علاوي و لم يدخل رسميا سوى في الدورة النيابية التي ابتدأت في 2006 لغرض تعضيد المقاومة العسكرية للاحتلال لتياره بمقاومة سياسية و دخل في الحكومة لعام ثم سرعان ما انسحب فسحاً للمجال لرئيس الحكومة لاصلاح وضع حكومته بعد ان اشتكى انه لم يسمي وزراء حكومته مستمراً في مقاومته العسكرية و الشعبية و السياسية للاحتلال و للقاعدة و حواضنها ، و حين اسست مجالس المحافظات في نهاية 2004 و قبلها المجالس المعينة من سلطات الاحتلال و المحافظين بعد 2003 لم يكن جزءاً من عملية التاسيس تلك و لم يكن التيار مشتركا عدا في العمارة الذي تحصل على محافظها بانتخابات ديسمبر 2004 فدعكم من وضع الصدر موضع الشريك الاصيل و المؤسسين الاوائل فللمؤسسين وزر و تبعات لا يتحملها الصدر و هو من كان معارضاً شرساً لمرحلة التأسيس ، كما للمؤسسين امتيازات متوارثة كمواقع في الدولة العميقة و قوانين خصتهم دون غيرهم كدمج الميلشيات و غيرها ، و حتى بعد الدورة النيابية الثانية الدورة الوحيدة التي بقي فيها في الحكومة كاملة أيضاً كان قد دخل في صراع اصلاح الحكومة و الدولة من خلال مشروع سحب الثقة و معارضته للسياسات التي اودت بسقوط ثلث العراق بيد داعش بعد ذلك ، و في حكومة العبادي كان الاشتراك لعام واحد و تخلى عن مواقعه في الحكومة من أجل دعم رئيس الوزراء في إجراء اصلاحات ، و في حكومة عبد المهدي تخلى عن صدارته تحت ضغط التوافق و وعود الاصلاح فقبل بمرشح سُوق بكونه رجل المرحلة و دعمه بحصته الحكومية كاملة و كذلك فعل مع الكاظمي بعده باعترافه و من كلف قبله و فشل باعترافهم توفيق علاوي و الزرفي و نعيم السهيل و تصريحاتهم تشهد، و حين تحصل على الصدارة المطلقة و بجدارة في انتخابات 2021 و نجح في تحصيل اغلبية 200 نائب تم التصدي لمسعاه بالاصلاح بوضع شرط تحكم الثلث الخاسر بالثلثين الفائزين و بعد ان عرقل من إقرار موزانة و تغيير الوزراء بقرارات قضائية لم يكن بد من الانسحاب بعد ان اغلقتم ككتل سياسية كل ابواب تغيير العملية السياسية من داخلها و ابيتم سوى التبعية للخارج و التمسك بمكاسب السياسة و كأنها ارث لا تتغير بنتائج انتخابات و لا تأتي عليها تحالفات ، و بعد ذلك لم يكتفي بانسحابه من البرلمان بل قاطع مجالس المحافظات التي اقررتم لانتخاباتها قانون يرفضه الشعب و عارضته المرجعية ، فالصدر لم يكن لكم شريك مؤسس أو اصيل بل دخل العملية السياسية من أجل التغيير و حين اوصدتم الابواب عليه بالتغيير السلمي و التدريجي و الجزئي من غير المنطقي ان تطالبوه بالعودة كأن لا شئ حدث أو جرى و من دون ضمانة بتكرار و حدوث ما حدث و جريان ما جرى سابقاً و ان كان الكتل و القوى السياسية قد اعطته المواثيق و وقعت على شروط عودته في انتخابات 21 و لم يلتزم الاغلب منهم بها فأي ضمان تعطون و انتم تحتاجون من يضمنكم !، ثم و أنت قلت يا فخامة الرئيس في رسالتك ان العملية الانتخابية ابتدأت باجراءات المفوضية بالتسجيل و تحديد الموعد و قبلها اجريتم مجالس المحافظات من دون اكتراث لعدم مشاركته و مشاركة أبناء خط والده رضوان الله عليه ، و كنتم تسابقتم قبل ذلك أيضاً للفوز بمقاعد البدلاء من أعضاء كتلته و رضيت انت و الكتل السياسية ان تكونوا في عملية سياسية انسحب منها الفائز دون ترميم شرعيتكم بحل البرلمان و إجراء انتخابات مبكرة بعد انسحابه و لا حتى التزمتم بما اقررتموه من إجراء انتخابات مبكرة بعد عام من حكومتكم ، فبعد ذلك و ما تشيعوه من استقرار سياسي بغياب الصدر فلن تكون رسالتك سوى كذر الرماد في العيون ، و محاولة خجولة امام الرأي العام المحلي و الدولي بكونكم مهتمين بمشاركة الصدريين للتغطية على تدني نسب المشاركة المتوقعة ، أو كأسقاط فرض باقامة الحجة ، و الحال كان بامكانك من موقعك لو كانت هناك جدية من قبلك ان تعمل على تهيئة الجو الملائم لمشاركة الصدر و الناقمين و المحبطين من العملية الانتخابية و السياسية ان تغير الوضع المتردي في البلد من خلال قانون انتخابات يحرم المشاركة على الفاسدين الذي يمتنع الصدر من مشاركتهم و يشجع على المشاركة الواسعة و إعادة النظر بقرارات الثلث المعطل و الكتلة المكلفة بتشكيل الحكومة و احترام نتائج الانتخابات و الحد من استغلال السلطة و المال الفاسد في الانتخابات ، لا بوضع الصدر امام امركم الواقع بأن هذا ما موجود و طالما اعترضت عليه ايعجبك ان تشاركنا أو لا يعجبك ، اذا كانت رسائلكم الظاهرة و المبطنة و المباشرة و غير المباشرة تحمل هذا المعنى فقد وصلت بانكم لا تريدون لنا سوى اكمال المشهد و الديكور لا طمعا فينا و حبا و كرامة بل خوفاً و خشية و قلقاً من شرعية منقوصة و ازمات عاصفة قد تداهمكم و تريدون ان تتحصنوا بالصدر و تياره منها و تحملوه المسؤولية عنكم و تتهربوا منها فقد خبرناكم شركاء المغانم الهاربين عند المغارم ، قد تكون يا رئيس الجمهورية لديك حرص و نية صادقة لما تحمله من موقع أو لعدم تفكيرك بما يفكر فيه الاطار من الاستمرار بنهب تراث الصدريين و ملئهم فراغه كونك لا تشترك انت و حزبك و الكرد معهم في مساحة انتخابية مشتركة و هذا يستحق الشكر ، لكن الصدر طالب اصلاح لا طالب سلطة متى ما تحقق له و بحسبه ما يريد أو بعضه من متطلبات المشاركة التي يتحقق بها مطلبه بالاصلاح يفكر حينها باستكمال ما ابتدأه لانقاذ الوطن و الا فقد برئت ذمته امام ربه و من يثق فيه من شعبه ما لم يطرأ طارئ أو حدث يجعل من المشاركة ممكنة و الى ذلك الحين انتم بانتخاباتكم تفرحون