معايير المجتمع الدولي ومعها القانون الدولي ليست ازدواجية ولا ثلاثية ولا رباعية بل انها مزاجية بكل ما تحمل كلمة مزاج من معنى والمزاج اشبه بشريعة الغاب .
صدقوني لا اتابع ترامب اطلاقا ولا نتن ياهو ، واتعجب على من يتابعهم وينزل جام غضبه عليهم بما يستمع لهم من تصريحات لا ينطقها حتى المجانين .
كل الرؤساء في منتجع الامم المتحدة حددوا لهم وقت من عشر دقائق الى خمسة عشرة دقيقة لالقاء كلمتهم الا الرئيس الامريكي استغرقت (57) دقيقة ولا احد اعترض عليه ، مهما تكن مواقفكم من فلسطين فان سكوتكم لهذا الرجل وهو يهذي ويمتدح رشاقة زوجته امامكم وعدم ردكم عليه فانتم اشبه بالقرقوزات .
واما تفاصيل اجتماع ترامب بقادة العرب والمسلمين لم تتضح نتائجه وعساها لم تتضح لانه مهما كانت النتائج فهنالك سري وعلني استهلاكي ومهما تكن فهي بالنتيجة صفحة من صفحات الاستهتار الامريكي بالمجتمع الدولي .
المعايير الازدواجية هي تعني هنالك جهة لا تخضع للقانون عند الحكم وجهة اخرى تخضع وعليه فالذي يريد ان يتجنب الخضوع للمعايير يقف الى جانب الاستهتار ، وهنا هل المسالة انتهت ؟ قطر كانت مع الجهة المستهترة واخيرا تم قصفها ، اليست المعايير مزاجية ؟
للاسف الشديد ان الدقائق العشرة او الربع ساعة التي يلقي فيها الرئيس خطابه خلال هذه الدقائق يسقط شهداء فلسطينيين على يد الصهاينة كما ويتم تفجير مبان سكنية في غزة ، فما قيمة هذه الكلمات في هذه الدقائق ؟
لماذا تنتقدون القمة العربية او الاسلامية فقط فما هي فائدة القمة الدولية ؟، وهنا من ضمن المعايير ان كل رئيس لا يدخل الى مبنى الامم المتحدة ان لم يحصل على سمة الدخول الامريكية بل وتحدد عدد المرافقين للرئيس واقلهم مع حصر تحركاتهم هو الوفد الايراني .
ذكر جواد ظريف في مذكراته ايام عمله في الامم المتحدة ان الادارة الامريكية وضعت قوانين وشروط على الوفد الايراني في تحركاته ولا يسمح له ان يتحرك بمسافة اكثر من (25) ميلا ممنوع عليه ذلك يعني الانتقال بين الولايات لا يجوز ، وحتى سمة الدخول لا يحصل عليها الا بمبالغ طائلة وتكون لمرة واحدة وقد يخرج ولا يسمح له بالدخول ، قبل ايام الم يمنع البيت الابيض القرقوز محمود عباس من الدخول الى امريكا لحضور اجتماع يخص فلسطين ، ماذا تسمى هذه المعايير ؟ اليست مزاجية !!!!
اسال كل الرؤساء هل تضمنون ان لا توجد اجهزة تجسس وتصوير في اماكن اقامتكم من قبل المخابرات الامريكية ؟ كلا والف كلا ، من يضمن من كل الرؤساء بما فيهم الاتباع ان الادارة الامريكية لن تغتاله بطريقة معينة لتعلن امريكا بعد ذلك اصابة الرئيس المغتال بسكتة قلبية ، او يتم تصفيته على طريقة جمال خاشقجي ومن بعدها فقاعات تنديد ثم تعود مياه المجاري الثقيلة الى مجاريها ، الم يتم اخفاء شخصيات لا يعرف مصيرها الى الان وما عملية اخفاء السيد موسى الصدر بخافية عليكم .
المهم في هذه الاجتماعات هي اللقاءات الثنائية خلف الكواليس وبمنتهى السرية لتصبح ورقة عمل بعد انتهاء مسرحية الامم المتحدة والعودة الى بلدانهم .
راي خارج السرب وكأن عبد الفتاح السيسي بعدما وضع نفسه في موقف محرج الان شبه تمرد على امريكا والكيان الصهيوني ويريد ان يخرج من هذه الازمة لا على حساب عمالته ولا على حساب غزة وهذه المعادلة صعبة عندما يكون احد اطرافها حكومة مستهترة .