22 ديسمبر، 2024 9:32 ص

مستقبل اربيل … بين حلاوة الشراكة ومرارة التبعية 

مستقبل اربيل … بين حلاوة الشراكة ومرارة التبعية 

مسرور بارزاني: من الآن وصاعدا نحن لسنا مواطنين عراقيين
شفق نيوز/ قال رئيس مجلس الامن في إقليم كوردستان مسرور بارزاني، ان إقليم كوردستان جرب جميع السبل مع الحكومة الاتحادية في بغداد الا انه من دون اية نتيجة، مؤكداً ان الإقليم يريد الاستقلال عن المركز ولكن بشكل سلمي بلا عنف واقتتال.
وقال بارزاني في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست”، انه “من الآن وصاعداً نحن لسنا مواطنين عراقيين، ولا توجد اية روابط ثقة بيننا وبين بغداد”، مبيناً ان “الحل الوحيد لما يجري هو الانفصال بالنسبة لنا”.
وأضاف ان “التعايش الاجباري في العراق بلا فائدة كونه بلداً قد فشل في كل شيء”، مؤكدا ان “إقليم كوردستان ماض في اجراء استفتاء لتقرير المصير”. ))) …
 انتهى خبر الشفق نيوز.
التصريحات اعلاه الصادرة من ارفع مسؤول امني في الاقليم، لاقت ردود فعل متفاوتة سلبا وايجابا منذ اعلانها. كل حسب قراءته، والمسافة التي تفصله عن الموضوع.
والذي لا شك فيه، ان مثل هذه التصريحات سيعاد تدوريها لاحقا من قبل البعض اكثر من مرة، وذلك لغاية في نفس يعقوب.
لكن، بعيدا عن روح التعصب، وباعتباري احد افراد الشعب الكوردي الفخور بقوميته. 
اقول اولا وقبل كل شئ. 
اتمنى من كل قلبي ان ارى علم كل كوردستان يرفرف عاليا فوق مبنى الامم المتحدة الى جانب باقي اعلام الدول التي تتشكل منها الاسرة الدولية.
فالذي لا يتمنى الخير كل الخير لشعبه ووطنه، كل حسب قوميته وانتمائه. ليس جديرا بالاحترام، ولا يستحق الحياة.
خصوصا، وان الشعب الكوردي يتمتع بكل مقومات اقامة الدولة وزيادة، ارضا وشعبا وتاريخا.
لكن يبقى السؤال المحوري : 
ما هو ثمن اقامة ذلك الوطن المنشود يا ترى، وما هي مواصفاته ؟!!…
وذلك في زمن تتضارب فيه المصالح على حساب المبادئ.
وفي عالم تفوح منه رائحة دكتاتورية القطب الواحد، بنزعته المادية الضيقة، التي لا تعرف سوى لغة الدم لامتصاص خيرات الشعوب.
فضلا عن اننا لم نحظ لحد الان بقادة بمعنى الكلمة، امثال : 
غاندي العظيم، عمر المختار، الثائر تشي جيفارا. 
ولا حتى السيد خوسيه موخيكا رئيس الاوروجواي مؤخرا، والذي يعد بقناعته المتواضعة افقر رئيس دولة في العالم.
نعم، قد نفاجا بثعلب سياسي ماكر من طلبة البيت الابيض، قادر على ان يبرر لنا اخفاقاته القاتلة وفشله، متقمصا مقولة ونستون تشرشل :
( ان السياسي الجيد، هو ذك الذي يمتلك القدرة على التنبؤ، والقدرة ذاتها على تبرير لماذا لم تتحقق تنبؤاته ).
من هنا، اقول لمن يميل الى خيار الانفصال عن بغداد : 
وانت تبحث عن الوطن.

ابحث عن الذي تسبب منذ البدء في رمي الشعب الكوردي في العراء وسط ذئاب الترك والفرس والعرب المفترسة انذاك.
وانت تبحث عن الارض.
ابحث عن الذي خنق طموح وحلم الشعب الكوردي في المهد.
وانت تبحث عن الحدود والجغرافيا.
ابحث عن مهندسي المعاهدات التي صادرت حقوق الشعب الكوردي والى الابد، كمعاهدتي سايكس بيكو، ولوزان اللتان تم ابرامهما قبل حوالي مائة عام. 
وانت تبحث عن الاستقلال.
ابحث عن الذي اغتال جمهورية مهاباد، وبارك عرابي اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ و …
ولا اظنك قادرا على اتهام الشعب العراقي بهذه الجرائم التي ارتكبت بحقنا نحن  الكورد، رجما بالغيب. 
فعموم العراقيين وخصوص اهالي الوسط والجنوب هم ضحية مثلنا نحن الكورد، وقد عانوا مثل معاناتنا وربما اكثر. 
وذلك على يد كلب الغرب المسعور، صدام حسين المقبور.
اذن، فالذي اغتال حلم الشعب الكوردي، وقطع عنه هواء الحرية ؟!!…
هو الغرب متجسدا في انكلترا وامريكا، اللتان تنشد انت حريتك الموهومة من بين كفيهما المسحورتين. 
تلك الحرية الزائفة التي لا تتعدى كونها قدرا مشؤوما يرقص في كف الشيطان.
والاهم من ذلك.
هو نزيف الدم العراقي – العراقي بين العرب والكورد لعقود، وتلك المدن والقرى التي احترقت بنار تلك الصراعات، ودفن اهلها تحت انقاضها.
فلو تيقنت من قدرتك على تحقيق هذين الامرين :
منع نزيف مطلق الدم العراقي – العراقي من الان فصاعدا، مهما حصل والى الابد.
واستقلال اربيل في اتخاذ قرارها بنفسها كما تفرضه مصلحة كوردستان وشعبها. 
وذلك طبعا، بعيدا عن وصاية واشنطن، ونباح كلابها في كل من الخليج، مرورا بطهران، وصولا الى انقرة وربما تل ابيب.
اقول، لو ضمنت هذين الامرين بمفردك وارادتك.
فسالازمك كظلك الذي لا يفارقك حتى اخر نفس يجري في عروقي، وحتى تحرير اخر شبر من كل ارض كوردستان الحبيبة.
بل قد يشاركنا فرحة الاستقلال هذه، كل اخواننا العراقيين من غير الكورد ايضا، محملين بالهدايا والورود، فهم اهل الكرم والجود.
لكن الامور ليست بتلك البساطة والبراءة كما تتصور.
ختاما وختامه مسك. 
اقول :
كن على ثقة بان جلوسك في بغداد مع اخوانك العراقيين معززا مكرما كشريك في صنع القرار.
افضل الف مرة من نيل استقلال شكلي هزيل يتحكم به الغرباء عن بعد، والذين لم ولن يرضوا عنك ابدا، مهما حاولت. 
حتى لو تخليت عن كل ثوابتك ومبادئك، من جهة.
او افرغت كل طلقات مسدسك في راس اخيك الكوردي المضطهد خلف الحدود في كل من تركيا وايران وسوريا، من جهة اخرى.
يقول الشاعر احمد مطر :
نموت كي يحيا الوطن
يحيا لمن ؟
نحن الوطن
ان  لم يكن بنا كريما امنا
ولم يكن محترما ولم يكن حرا
فلا عشنا .. ولا عاش الوطن
———-
تحية اجلال وتقدير لكوردستان ارضا وشعبا، والرحمة والخلود لشهدائها البررة.
::::::::::::::::::