21 ديسمبر، 2024 8:25 م

ما تقوله هايدة عن المخفي من صدام

ما تقوله هايدة عن المخفي من صدام

إرتأت السيدة هايدة العامري أن تنشر معلوماتها الخاصة عن صدام حسين، وغايتها كما تقول أن تكون هذه المعلومات مرجعاً للباحثين، لكن كل ما أتت به غير موثق بسند ولا مرجع. ومعروف أن كتابة من هذا الجنس لا يعتد بها الباحثون الثقاة، وينظرون لها على أنها كلام مرسل. يأتي صدام من العوجة هارباً بحجة إكمال الدراسة، فكيف تنطلي الحجة على أقرب المقربين وهو خاله الذي يتأفف من حضوره، ولماذا؟ معنى هذا أنه كان على يقين من طبيعة ابن أخته، وإن الغرض من قدومه ليس الدراسة، ولا سبيل إلى الإصلاح معه. ومن هم “أهله” الذين أرادوا إبعاده إلى بغداد التي لم يرها من قبل؟ ثم ما طبيعة “المشاكل” التي كان يفتعلها صدام في العوجة، هل من مثال ملموس عليها؟ مهما يكن، فإن الشاب وصل إلى بغداد مشكلجياً، ولا يمكنه تغيير طبعه هذا بسهولة. يتعرف الشاب في المقهى في ناحية الكرخ على محمد دراغ، وهو كما تقول الكاتبة “من عائلة محترمة منعمة، وكان يعطف عليه ويعينه في بعض المصاريف مثل مصاريف الشاي وبعض المتطلبات”، فإذا كان صدام لا يستطيع دفع أجور الشاي الذي يشربه، فما حاجة الكاتبة إلى ذكر هذه “البعض”؟! معنى هذا أنه مفلس، مدقع تماماً، أما “بعض المتطلبات” فالكاتبة لا تذكر نوعها، وتتركها لخيال القارئ، لأنها قد تكون من خيالها، أو من خيال من نقلها إليها. لكن الأهم من ذلك كله أنها لم تجهد نفسها وتوضح تلك العلاقة الغريبة بين شابين، الأول غريب متنمر، بلا عائلة، والثاني غني متعلم ومن عائلة معروفة. ما دواعي العطف التي كان يبديها هذا لذاك، وما الجامع بينهما، وكيف يرمي أحدهما نفسه في أحضان الآخر، لله بالله؟ هذا كلام يحتاج إلى تفسير وبرهان كي يستفيد منه الباحث المدقق حين يريد، وهو كالكلام الشائع من أن السيد المالكي كان يبيع السبح في سورية. تعود الكاتبة لتقول إن صداماً كان متفوقاً في دراسته، ومعنى هذا أنه كان من الأوائل، إن لم يكن الأول، وهذا يتعارض تماماً مع قولها الأول بأنه كان يذهب إلى المقهى “بحجة” المطالعة. معنى هذا أن الدراسة بالنسبة إليه كانت أمراً ثانوياً، فهل القصد من هذا أنه عبقري، أم يوحى إليه في الدروس؟ لا توافق أبداً بين الدرس والتشرد. وهناك حقيقة ثابتة حتى الآن، وهي إن صداماً لا يملك من وثائق الدراسة الرسمية العراقية غير شهادة السادس الإبتدائي، أما المتوسطة والثانوية فلم نر لهما أي صورة. وتسترسل الكاتبة بمثل هذه الحكايات حتى نصل معها إلى اعتقاله وحكايته مع الضابط عبد الرزاق الذي تقول إنه كان “يكرهه”، أما لماذا، فلا تعليق، أو هو يكرهه بلا سبب؟ لا شك إن مثل هذا الكلام لا ينطلي على العقلاء العارفين بطبائع الناس. أما ماتقوله عن القاضي القرداغي فيبدو أن الغاية منه الإثارة لا أكثر. والقارئ لما كتبته السيدة العامري يستخلص ببساطة أن صداماً كان فاشلاً في الدراسة، وفاشلاً في الحياة، وفاشلاً في السياسة، فهل الأمر كذلك؟ كما يلاحظ أيضاً أن الكاتبة ضعيفة جداً في الإملاء والنحو.