13 ديسمبر، 2024 4:27 م

ماذا قال الحكيم في تاسوعاء … ؟

ماذا قال الحكيم في تاسوعاء … ؟

يتَبع المجلس الأعلى خطوات واقعيه في الحياة السياسية العراقية ويتبنى رؤية فكرية عصريه تحاكي واقع الشعب وآلامه وان المدرسة الواقعية التي ينطلق منها هي مدرسة لا تخلو من الأخلاق والقيم فهي تنطلق من ثوابت متجددة, لذلك نرى خطاب الحكيم في مناسبات متعددة خطاباً عقلانياً واقعياً غير متذبذب يدخل العقول قبل القلوب, فنجد الأطروحات النخبوية والعلمية لها مساحه واسعه في ذلك الخطاب ,اي إننا مع خطاب غير ممل وليس مستهلك وما يميز خطاب وأطروحات الحكيم هو انه يمتلك نظرية ويعمل على تطبيقها وقل ما نجد قادة وزعماء يمتلكون النظرية والتطبيق, وهذا التطور في نهج المجلس الأعلى يجعلنا نشخص ماهية المشروع الذي يحمله في قادم الأيام والذي يستند على “الشرعية والمشروعية” والتي تعتبر اليوم الشغل الشاغل في الفكر السياسي حيث يرى الحكيم ان العمل السياسي يستند على ركيزتان أساسيتان هما شرعية الوجود ومشروعية العمل اي انه ينطلق في رؤى عصرية ويعتبر جوهر العمل السياسي ليس فقط الحصول على شرعية التصدي من خلال صوت الشعب والانتخابات بل يجب ان يقابل الشرعية مشروعية وهي الحصول على رضا الشعب من خلال “المنجز” الذي يقدم على ارض الواقع وحصول رضا الناس لا يقل أهمية عن الانتخابات, وما شعاره الذي يرفعه “شعب لا نخدمه لا نستحق ان نمثله “الا دليل واضح لذلك المشروع ، كما إننا نجد تطورا واضحا في سلوك القوى السياسية الإسلامية والمجلس الأعلى أنموذجا لتلك القوى حيث استطاع أيضا ان يرتب أوراقه الداخلية ويعيد بناء بيته وهو خارج السلطة ,كما نعرف ان بناءات السلطة تذهب معها لكن بناء قاعدة فكرية عقائدية في تلك الظروف السياسية والأمنية والمحاصصة الحزبية وحداثة التجربة يجعلنا إمام منجز حقيقي يقدم كنموذج للاقتداء به من قبل باقي القوى السياسية ، فعندما نقف عند خطاب الحكيم اليوم في تاسوعاء والذي يؤكد بوضوح تام ان مشروع المجلس الأعلى هو مشروع الحرية والتحرر الذي أسسه الإمام الحسين “عليه السلام” وان خطى المجلس الأعلى ستبقى ثابتة على طريق الحرية وتأسيس دولة تضمن وتحمي الحريات وحقوق المجتمع كما وانه دعا الى العبور على الانتماء الطائفي والقومي والالتقاء عند طريق التسامح والإخوة لبناء وطن خالي من النتوؤات الطائفية والعنصرية وان الانتماء للطائفه هو قيمه كبرى يدعونا الى احترام الآخرين والاعتراف بهم وما قاله الحكيم بوضوح تام ان عدونا في المرحلة المقبلة بعد الإرهاب هو الفساد الإداري والمالي والذي بدأ يهدد كيان الدولة والمجتمع ومع كل ذلك الخطاب المتجدد نرى تنظيمات المجلس الأعلى اليوم في تنامي واضح وقوه صاعده ستحمل مفاجئات في الانتخابات المقبلة.