غداً عيد ميلادنا ألا من يشاركنا الاحتفال

غداً عيد ميلادنا ألا من يشاركنا الاحتفال

يصادف يوم غد( الأول من تموز)، للعراقيين ذكرياتهم الجميلة والمتميزة من دون أية دول في العالم. ألا، وهو – عيد الميلاد الإجباري- لعشرات الألوف منهم ، من جيل الأربعينيات والخمسينيات والستينيات ، ممن ليس لهم تاريخ موثق بيوم ميلادهم من تولدات ( 1/7 ) .
أصدرت الدولة العراقية فرمانها في العام 1957، وعدت تأريخ تولدهم في 1/7 ، سواءً قبلوا أو أبوا، بسبب عدم امتلاكهم لوثائق تؤيد يوم تولدهم وفق الظروف التي كانت سائدة في وقتها.
لقد رحل الكثير منهم الى دنيا الخلود بسبب الفقر والمرض والحروب، وقسوة الحياة ، بقي القلة منهم ، الذي فرض التاريخ عليهم جبراً ، أن يكون تولدهم في الأول من تموز.
ولو تمعنا بعض صفاتهم، فهم أصحاب الشيبة البيضاء المباركة ، الذين بنوا بلدهم، وأسقوا بدمائهم ساحات الوغى للدفاع عنه ، وجاعوا من أجل تربية أبنائهم وتعليمهم، وإدخالهم الكليات والمعاهد ، هم السادة ، هم الكهنة ، هم جيل الطيبين ، هم الفقراء الى الله وهو الغني.
لم يبق من أعزائنا الذين فقدناهم – رحمهم الله- إلا- ذكراهم ، لدى أهاليهم أو طلابهم أو جيرانهم أو ابناء حارتهم، كانت تشع بنور وجوههم بيوتهم القديمة ، كانوا أحضانا دافئة من ليس له حضن من أبنائهم وأحفادهم .
اليوم ؛ تجد من تبقى منهم في المقاهي أو على أرصفة الطريق أو سيارات النقل ، أو تجد مثقفيهم، يجوبون في شوارع الكتب والمجلات ، ليبحثوا عن ضالتهم في مجلة قديمة أو ديوان شعري أو تفسير لكتاب فلسفي أو لقول مأثور في كتاب قديم، يسدون فيه عطشهم الذهني .
أما من أتعبه الزمن ، فهم نوعان: الأول: من يحمل هوية التقاعد أو هوية الرعاية الاجتماعية ، الذي ، يعد أيام الشهر بمسبحته ، ليستلم محصول رزقه من راتبه الشهري للتوجه الى أقرب صيدلية لشراء الأدوية المزمنة، أو اقرب مختبر طبي، ليرى مسار صحته، ومتى يتم الرحيل ! أما الذي لايملك إحدى الهويتين، فعينيه، بدموعها، تنظر الى من يعطف او يحسن عليها من الابناء بكم دينار بعد أن يستاذن زوجته بذلك. ليثقل فيه جيبه أمام أصدقائه حين لقائهم المسائي في مقهى اللقاء .

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات