30 ديسمبر، 2024 7:13 م

عن رحيل رفسنجاني

عن رحيل رفسنجاني

لم يکن بمقدور أي قيادي آخر في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الإضطلاع بالدور الحساس و الخطير الذي لعبه الراحل رفسنجاني طوال أکثر من 37 عاما، خصوصا وإنه قد لعب و بإتقان دور الجلاد و الضحية خلال تلك الاعوام و بإتقان.
هذا النظام الذي کان قدومه بمثابة کارثة و مصيبة سياسية ـ فکرية ـ إجتماعية ليس للشعب الايراني فقط وانما لشعوب المنطقة أيضا، کان أحد أبرز من وضعوا أسس و رکائز و مقومات هذا النظام هو رفسنجاني و الذي أدى مختلف الادوار من أجل مصلحة النظام و إستغل قربه من مٶسس النظام الخميني ليبني له مرکزا قياديا لم يکن حتى بإمکان رديفه و شريکه و قرينه خامنئي(الولي الفقيه)، من تخطيه و تجاوزه.
رفسنجاني الذي يتباکى عليه البعض بإعتبار إن النظام في إيران قد فقد رائد الاعتدال و الاصلاح فيه، نجح کما نرى من خداع العالم طوال 37 عاما بتلك المزاعم التي لم تتحقق أبدا و بقيت منذ إدعائها و لغاية وفاته”أي رفسنجاني” مجرد حبر على ورق، لکن الذي يجب الالتفات إليه هو إن مزاعم الاعتدال و الاصلاح”النظرية”، قد نجحت من إنقاذ النظام في أکثر مراحله خطورة کما کانت في نفس الوقت ستارا مناسبا لتنفيذ مختلف مخططات هذا النظام من حيث قمع الشعب الايراني و تصدير التطرف الديني و الارهاب الى المنطقة و العالم و کذلك الشروع بالبرنامج النووي، وقبل کل هذا کان على رأس من دعوا لتأسيس أکبر جهاز قمعي سلطوي في إيران و نعني به الحرس الثوري.
مزاعم الاصلاح و الاعتدال التي هي بالاساس تتعارض و تتناقض مع أسس و مبادئ نظام ولاية الفقيه، توفق رفسنجاني في خداع المجتمع الدولي لفترة طويلة و جعله يعيش في وهم إنتظار تحققها، لکن رفسنجاني و في أيام رئاسته تحديدا، قام بتنفيذ أکبر و أبشع الجرائم بحق الشعب الايراني و المعارضة الايرانية وخصوصا منظمة مجاهدي خلق التي تمت تصفية 30 ألف من أنصار و أعضاء هذه المنظمة الذين کانوا يقضون محکومياتهم في صيف عام 1989، وفي عهد رئاسته تمت تنفيذ جرائم الاغتيالات التي طالت رموزا في المقاومة الايرانية کان من أبرزها الدکتور کاظم رجوي، مثلما طالت أيضا قادة آخرين في المعارضة الکردية الايرانية في فينا و برلين، هذا الى جانب جرائم الاغتيالات المتسلسلة، وقد أثبتت الاحداث و التطورات الجارية طوال الاعوام الماضية إنه”أي رفسنجاني”، قد کان أفضل راع و محافظ على النظام و أکثر واحد قدم خدمات جليلة له ساهمت في إستمراره و بقائه، لکن الذي يجب أن ننتبه إليه جيدا هو إنه ومع رحيله فقد إنکسرت إحدى الرکيزتين الاساسيتين للنظام و ليس بإمکان النظام أبدا سد الفراغ و الدور المهم له و إن التأثيرات السلبية لرحيله سوف تظهر بقوة على هذا النظام الذي يمر بفترة حرجة من الصعب على رجل فاقد للکاريزما کخامنئي أن يعبر به الى الضفة الاخرى بسلام. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات