21 ديسمبر، 2024 5:36 م

((کُنْتُ کَنْزاً مَخْفيا فَأحْبَبْتُ أن اُعْرَفَ وَ خَلَقْتُ الْخَلْقَ لِکَي اُعْرَفَ)).
الكعبة الشريفة مركزا تجاريا ودينيا واتخذ قريش منها مقرا ومكان تجمع التجار من جميع البلدان لما يميزها من أهمية تاريخية وتجارية، أمر الله تعالى النبي إبراهيم ببناء بيت الله الكعبة الشريفة لتكون القبلة الثانية، يحج إليها عامة الناس الموحدين الحنفيين، بالمقابل، ارض كربلاء، اختارها لتكون كعبة، يطوف بها كل من تخلص من عبودية الدنيا، ليتحرر فكره من ظلالها و زيفها، ولكي ينعرف الله وقدرته، من خلال زيارة قبور الأولياء، والعلماء.
لنقف ونقارن، بين مكة المكرمة شرف الله مكة، وكربلاء حيث يبلغ حجاج بيت الله الحرام سنويا: ما يقارب(531ر379ر1 ) مليون حاج للسنة الواحدة، فتصبح هناك حوادث وتلكؤ بالتحضير، كما يوجد وزارة خاصة للحجاج تعني بأمورهم، ومنذ العشرة الأولى من شهر صفر نصبت السرادق والمواكب الخدمية لزائري الإمام الحسين عليه السلام (حجاج كربلاء) نعم حجاج: لان ارض كربلاء يحب الله أن يدعى بها، وبتربتها الشفاء لضمها سبط رسول الله وأخيه أبا الفضل العباس وال بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام.
يشهد العراق اكبر مسيرة في العالم، وهذه المسيرة المليونية تتجدد كل عام، حيث يسجل، أطول مائدة طعام امتدت، طوال 20 كيلو متر، وأقامت أكبر صلاة جماعة للمسلمين، بلغت العشرات من الكيلو مترات، كما هي اكبر مظاهرة سلمية على وجه الأرض، ومن مختلف الجنسيات في العالم.
الفضائيات والصحف، وكالات الإنباء العالمية، و من جميع الأطراف، لم تنصف هذه الأرقام القياسية الإلهية؛ والسبب معروف، أذا ذكر كل شيء من هذا الكرنفال الرباني الذي سخر كل إلامكانيات البشرية في خدمة الملايين الزاحفة للطواف حول كعبة الأحرار، سيكشف ظلمهم وزيفهم للحقيقة.
“غينيس” الموسوعة التي تسجل الأرقام القياسية، أفقدت محتواها أمام أعظم شخصية بالتاريخ، الأمام الحسين عليه السلام؛ حطم جميع الأرقام التي تسجلها الموسوعة، لا يوجد نظير له على مر العصور، أول رجل ضحى بنفسه، وال بيته وأصحابه، في سبيل أعلاء كلمة الإسلام.
اليوم على “غينيس” أن ينحني هو و كتابه أمام اكبر موسوعة وأرقام في العالم وهذه الأرقام تتجدد وتزداد كل عام ومن أراد تسجيل رقما قياسيا، فعليه أن يسجلها بسجل زيارة الأربعين، والأرقام الفلكية فيها.