دروس مستقاة من الحرب الإيرانية- الصهيونية ( تصدير النفط- النقل الجوي – الأجانب )

دروس مستقاة من الحرب الإيرانية- الصهيونية ( تصدير النفط- النقل الجوي – الأجانب )

تعني الدروس المستقاة؛ هي الدروس المستخلصة من عمل ما ، أو من تجربة في مجال معين، أو من موقف صعب، نتيجة بعض الإشكالات في العمل أو الحياة وغيرها، والاستفادة من هذه التجربة وما حصل فيها، وأخذ العبر والدروس لمواجهة الصعوبات وسد الثغرات وإيجاد البدائل في المستقبل . هذا ما ينطبق على الحرب الصهيونية على إيران وشعبها، بذريعة التسلح النووي، والدائرة ضحاها على حدودنا البرية والجوية والبحرية ، وما يتطلب من الحكومة العراقية فيالاستعداد والتخطيط لتجاوز هذه المرحلة في المجالات الاقتصادية أو في مجال النقل أو في توفير البدائل لبعض المفاصل في الدولة .

      دخلت الحرب الإيرانية الصهيونية أسبوعها الثاني، وبدأت تظهر نتائجها المدمرة على أطرافها بشكل واضح للعيان من دمار وخراب، وقتل وتهجير،وخاصة بعد دخول الجانب الأمريكي في الصراع بصورة مباشرة ودعمه للكيان الصهيوني المجرم، وامتداد أثرها، وربما نارها، إن أطالت لا سامح الله- الى بلدنا العراق ( حفظه الله من كل سوء) ودول المنطقة، بل، وبعض دول العالم، وفق الحساباتالاستراتيجية . إننا نعيش فوق قطعة مدورة واحدة تدور في السماء مع أخواتها من الكواكب الأخرى،أسماها- الله سبحانه وتعالىبـــــ ( الأرض) لننعم بها لا أن نحولها الى ساحة حرب وقتل، ولكن هكذا يريد الأشرار.

   لقد ذكرها الله- سبحانه وتعالى في آيات قرآنية عدة ، كما في قوله الكريم ( هو الذي خلق لكم الأرض جميعاً ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم) ، ( البقرة : 29) . ثم؛ في قوله تعالى: ( الذي جعل لكم الأرض فراشًا والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم، فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون) صدق الله العظيم. ( البقرة: 22) .

   يتطلب من ذوي الشأن، وبرعاية ودعم من السلطة التنفيذية، وخاصة وزارة التخطيط في عقد ندوات ومؤتمرات متخصصة لمختلف الكوادر ولمختلف الاختصاصات، لدراسة هذه الحرب وتأثيرها علىجوانب الحياة في العراق، من خلال معرفة مكامنمصالح بلدنا وشعبنا في هذه المرحلة الصعبة، وماهية العمل المطلوب من مؤسسات الدولة في المدى القريب والبعيد لمجابهة مثل هكذا أزمات من أجل دعم وتوفير قوت شعبنا واستمرار البناء والتنمية لبلدنا. ويكفينا ما واجهناه في العقود الماضية من حروب داخلية وخارجية، وما خسرناها في الجوانب البشرية والاقتصادية ، والتي فقدنا فيها أعز أبنائنا وتدمير بنيتنا التحيتية.

    ففي المجال السياسي، لنترك المزايداتوالتحريضات التي يتناولها البعض من المنظرين فيعلوم السياسة لمختلف وسائل الإعلام، وقبل إبداء تحليلاتهم المتنوعة ، فلينظروا ليلاً الى سماء بلدناالذي تجول فوقه غربان العالم ذهاباً وإياباً دون إمكانية إيقافها.

  إن في مثل هكذا أمور، ولمختلف دول العالم، تتركتقديراتها للحكومات لتتخذ ما تراه مناسباً، ومساندة ومؤازرة شعبها بمختلف تشكيلاته، فهي الأعرف بما يحصل فيما يدور في المنطقة من ترابط للمصالح المتشابكة، ولنترك الجوانب العسكرية لذوي الاختصاص في أسبقية التسليح لجيشنا البطل وفق التكنولوجيا الحديثة .

     لقد اخترنا بعض المواضيع المحددة: تتعلق؛بتصدير النفط العراقي، النقل الجوي ، والأجانب داخل العراق، وقدمنا بشأنها ما نراه مناسباً ، وكما يلي:

1- قيام وزارة النفط العراقية بالتحرك وفق السياقات القانونية، بتنفيذ خططها، في دراسة تنويع مصادر تصدير النفط العراقي عبر الموانئ المختلفة في الدول : سوريا ، لبنان ، الأردن ، السعودية، وتركيا،لتخفيف اعتمادنا على طريق الخليج العربي، في ظلالحرب الدائرة ضحاها على حدودنا، والتهديد المتكرر بغلق مضيق هرمز البحري ، الذي نعتمد عليه في تصدير نفطنا، وهذا يتطلب؛ التعاقد السريع مع شركات استثمارية عالمية لإحياء شبكة أنابيبالتصدير العراقية القديمة الى ميناء طرطوس في سوريا، وميناء طرابلس في لبنان، وكذلك إعادة انبوب التصدير عبر ميناء ينبع السعودي الذي توقف خلال حرب الخليج الثانية، ثم تفعيل المقترح الاستثماري، الذي تناولته الأخبار الداخلية العام الماضي لبناء انبوب نفط من العراق الى ميناء العقبة الأردني،وإيجاد منفذ جديد لتصدير النفط الى تركيا عبرمدينة الموصل مباشرة ، ثم عن طريق سوريا الىالموانيء التركية في البحر المتوسط، يضاف الى موجود من أنابيب تصدير نفط عبر إقليم كردستان، لتعزيز ذلك التصدير.
2- ضرورة انشاء مطارات قريبة وبديلة الى مطار بغداد الدولي، وترتبط بسلطة الطيران المدني، بعيدأ عن مجالس المحافظات، أو المستثمرين، وأفضل أماكن لانشائها، يتمثل في محافظة بابل ( معسكر المحاويل السابق) ، وفي محافظة الانبار، ( مطار الحبانية العسكري) ، لقربهما من العاصمة بغداد، ولعائدية الأراضي في تلك المحافظات الى الدولة دون استملاك من الغير، ولوجود بعض البنية التحتية القيدم فيهما، لاستعمالهما في الظروف الطارئة ، التي تتطلب غلق مطار بغداد سواءً أمنية أو جوية بسبب تغيرات الطقس من عواصف وغيرها، أو استخدامهما كبدائل في مواسم الحج ، خلال أوقات المناسبات الدينية وزيارة العتبات المقدسة عند حصول الزخم في مطار بغداد الدولي .

3-  لقد تفاجأت السلطات الإيرانية بما حصل لها من تعاون بعض مواطنيها والأجانب المقيمين في إيران في التخابر واستخدام الطائرات المسيرة وغيرها من أوجه العمالة مع العدو الصهيوني في قتل أبناء شعبهم من العلماء والخبراء وضباط الجيش ، وضرب البنية التحتية لمختلف متطلبات الحياة في بلدهم . أنما حصل في إيران من تعاون بعض الأجانب المقيمينمع الكيان الصهيوني ضد المصالح الإيرانية ، يتطلب من الجهات المختصة في العراق، الاستفادة من هذا الحدث المهم، وإعادة النظر في بعضالتعليمات النافذة ، أو التشدد فيها ، والتأكد منطالبي سمة الدخول، ولو عن طريق معلومات البحث الإلكتروني على الأقل أو الجهات الرسمية في بلده، عند منح سمات الدخول، للراغب في العراق، لطلب العمل أو السياحة أو الدعوات الموجهة له من الجهات المختصة، وتحدديها بفترة محددة ، ومعرفة مكان الأجنبي في العراق خلال وجوده، والتأكد من الجهةالضامنة أو الكافلة لوجود الأجنبي في العراق، وتشديد العقوبات على من يتجاوز القانون والعمل خارج الغرض الذي قدم من أجله