21 ديسمبر، 2024 7:56 م

جدية روسيا في إستعراض القوة إقليمياً

جدية روسيا في إستعراض القوة إقليمياً

أرسلت البحرية الأميركية حاملة الطائرات في الاسطول السادس جورج بوش التي على متنها بحدود ٦٥ طائرة من نوع أف ١٥ المخصصة للدفاع البحري وهي مزودة بصواريخ جو _ جو متطورة بلإضافة الى صواريخ جو _ أرض زنة ٥٠٠ كلغ وطائرات أف ١٨ المتخصصة بالقتال الجوي متجهة نحو الساحل الإسرائيلي لتشكل دعماً لموقف إسرائيل ضد روسيا.

من جهتها اعطت روسيا عبر أوامر الرئيس الروسي فلادمير بوتين بإرسال غواصتين روسيتين الى مسافة ٦٠ كلم عن الساحل الاسرائيلي تحمل صواريخ نووية بحدود ٣٥ صاروخ إضافة الى ٣٢ قطعة بحرية روسية مرافقة تبعد مسافة ٧٠ كلم عن سواحل إسرائيل.

تحلق طائرات الحاملة جورج بوش فوق الساحل الاسرائيلي وفوق سيناء بإتجاه البحر المتوسط. فيما تنطلق من قاعدة حميمم الروسية طائرات سوخوي ٥٧ المتطورة وهي تحمل صواريخ كينيغال، وحلقت فوق الساحل السوري مباشرة، ومبتعدة عن السواحل اللبنانية مسافة ٧٠ كلم لتعود الى مسافة ٦٠ كلم عن سواحل إسرائيل فوق حاملة الطائرات الأميركية. الأمر الذي إستنفر حاملة الطائرات جورج بوش.

حمل الناطق بلسان الكرملين إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية ووصفه بعمل مدبر. رفض وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان تصريحات الكرملين بسأن سقوط الطائرة الروسية، وأضاف بأن عمليات الجيش الإسرائيلي مستمرة في سوريا. فيما أعلنت مصادر روسية عن نية موسكو تزويد سوريا بصواريخ أس ٣٠٠ المتطورة ” هناك شكوك -غير مؤكدة – بتراجع روسيا عن هذا العرض بعد إتصالات بين روسيا وإسرائيل”.

المنطقة مشحونة بكل وسائل التوتر. ومشحونة بالأسلحة المتطورة من كلا الجانبين. وحتى وسائل الضغط وإستعراض القوة لم تنجو من ذلك. عندما عرضت إيران قوتها بإستعراض عسكري في الأحواز ذات الغالبية العربية، جاء الرد متزامناً عبر هجوم مسلح نوعي أفشل الإستعراض وأفشل أهدافه. وأي مراقب للأحداث التي تجري في منطقة الشرق الأوسط يجد إن هناك تحضيرات الى أحداث أكبر من إستعراض القوى. الروس مشهورون بتراجعاتهم المفاجئة، في اللحظة الأخيرة، سواء تلك التي هي مدفوعة الثمن، أي كالثمن الذي دفع لها في حرب الكويت، أو التي تنم عن طبيعة علاقتها بإسرائيل المبنية على التوريط بالوعود، ” بعد أي إتصالات جدية بين إسرائيل وروسيا” ومن ثم الإنسحاب، إذا ما ضمن لها وجوداً في سوريا وفِي حماية قاعدتها في حميميم من أي تعرض. المشكلة الحقيقية التي تواجه الدولتين المعنيتين بالحرب، وهما سوريا وإيران، هي في تخلي روسيا عن جعجعتها في حماية سوريا بمعداتها العسكرية الضخمة المتطورة، المعروضة حالياً، والإنسحاب في اللحظات الحاسمة لتترك سوريا فريسة لإسرائيل. ولتنفرد أمريكا وحلفاؤها بإيران. فكل المؤشرات لا تشير إن روسيا ستذهب بإتجاه الصدام الفعّال، وحماية سوريا، ومن يساندها على الأرض السورية، من ضربات إسرائيلية محتملة، وأنها لن تذهب الى أبعد الحدود في المواجهة المرتقبة. وإن السرعة في تجمعت بها هذه الأسلحة للحماية والحماية المضادة لكل من سوريا وإسرائيل قد تراها تنسحب بنفس السرعة، وتترك الأمور كل لقواه الذاتية. وشتان بين القوى الذاتية لدول المنطقة، عند إحتدام الصراع.