22 ديسمبر، 2024 8:31 ص

تناقض بين القول والفعل

تناقض بين القول والفعل

ليس هناك مايمکن أن يبعث على الثقة والاطمئنان بخصوص إمکان أن يتجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بسياق يکف فيه عن خروقاته وإنتهاکاته للإتفاقيات التي يعقدها، فهو لايزال کما هو، يقول ويعلن شيئا ويبادر الى القيام بنقيضه، وإن الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في اواسط تموز 2015، لم يسلم من الانتهاکات أبدا بل ظل في مرمى إنتهاکات وخروقات النظام الايراني ولم تتمکن العقوبات ومختلف أنواع الضغوط السياسية والاقتصادية من وقف مسلسل الخروقات هذه والانکى إن النظام الايراني قد بادر في السنة الاولى بعد الاتفاق الى إرتکاب إنتهاکات فاضحة أشارت إليها الاساتخبارات الالمانية.
اليوم وفي خضم الترکيز غير العادي على دفع النظام الايراني للإيفاء بإلتزاماته وعدم قيامه بأية إنتهاکات فإنه وفي انتهاك إضافي للاتفاق النووي، كشف تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الخميس، أن إيران تخصب اليورانيوم بمنشأة نطنز في 696 جهاز طرد مركزي آي.آر-2إم ركبتها في 4 مجموعات وفي 174 جهازا آي.آر-4 ركبتها في مجموعة واحدة. وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أنها “تحققت في 31 مارس 2021، من أن إيران بدأت ضخ سادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي في مجموعة رابعة من 174 جهاز طرد مركزي آي.آر-2إم بمحطة تخصيب للوقود”، في إشارة إلى محطة نطنز القابعة تحت الأرض. علما بأن سادس فلوريد اليورانيوم هو الصورة التي يتم بها تغذية أجهزة الطرد المركزي باليورانيوم من أجل التخصيب. والملفت للنظر إنه لايمکن التسليم من إنه ليس هناك من إنتهاکات أخرى وفي مجالات أخرى، إذ أن النظام الايراني معروف بتمرسه وخبرته في فنون الاحتيال من حيث إرتکاب الانتهاکات.
طوال 41 عاما من عمر هذا النظام، لم يتغير شيئا من طبعه الاساسي بعدم إندماجه وتآلفه مع هذا العالم وظل دائما يغرد خارج السرب ويبدو کحالة إستثنائية طارئة ليس لها من مثيل، وهذا الامر ليس ينطبق على المجال النووي فحسب بل إنه يشمل أيضا مجال الصواريخ ومجال تدخلاته في بلدان المنطقة ومجال تورطه في النشاطات الارهابية ومجال حقوق الانسان، ذلك إن هذا النظام ظل دائما يواصل خروقاته وإنتهاکاته على مختلف الاصعدة والامر الذي لابد من أن نلاحظه هو إن النظام دأب دائما في کل هذه المجالات أن يقول ويزعم شيئا لکنه في واقع الامر وحقيقته يقوم بشئ مناقض ومخالف له على أرض الواقع.
إنتظار المجتمع الدولي عموما والدول الغربية بشکل خاص من هذا النظام أن يلتزم بالاتفاقيات الدولية ويمتنع عن إرتکاب الانتهاکات، هو إنتظار عبثي أو في أفضل الاحوال مجرد خداع للنفس ذلك إن هذا النظام لايمکن أبدا أن يتخلى عن طبعه هذا وإن الايام القادمة ستٶکد ذلك مرارا وتکرارا!