في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتسع فيه رقعة المعلومات، أصبحت شهادات التكريم و المشاركة … أوالألقاب العلمية الأكاديمية الغير مستحقة مثل “دكتور” أو “أستاذ” ، رمزاً للمكانة والإحترام لأشخاص لم يستوفوا أدنى شروطها … و تقييماً هشاً للكثيرين دون أي مسوّغ علمي بسبب ضعف وغياب الرقابة المهنية على المؤسسات التعليمية والتي بدورها تهدد المصداقية العلمية لهذه المؤسسات وتزرع الشك في عقول الكثير الناس .
حيث تصدر هذه الشهادات والألقاب من جهات وهمية غير معترف بها سواء عن طريق الشراء أو العلاقات والمجاملات، أو من خلال ما يُعرف بـ”الجامعات الورقية” أو “هيئات التكريم” ، رغبة في الشهرة والمكانة الإجتماعية أو لإستغلال جهل العامة في تقييم المؤهلات.
وتعتبر هذه الظاهرة منافسة غير عادلة للحصول على المناصب أو التقدير فهي لا تقف عند حدود التزييف فقط، بل تمتد لتطال ثقة المجتمع بالمؤسسات التعليمية والعلمية، وتؤثر سلبًا على تطور الفكر وتشوه صورة التعليم والبحث العلمي والتي تؤدي الى حرمان الأكفاء من فرص التقدم والتقييم العلمي لهم . كما تعمل على انتشار الجهل والمعلومات المغلوطة، خصوصًا في المجالات الحساسة كالصحة والدين والتربية.
لذا من الضروري جداً وضع قوانين صارمة تتابع و تحد من تفشي هذه الظاهرة في إستخدام الألقاب العلمية بدون أي استحقاق، فمحاربة النماذج المتقمصة هي مسؤولية الجميع، من أفراد ومؤسسات وإعلام وحكومات، للحفاظ على قيمة العلم وكرامة مستحقيه ، لأن الشهادة ليست مجرد ورقة، بل هي ثمرة جهد ورمز قيم للعلم و المصداقية. وعندما تُمنح لمن لا يستحقها، فإنها تظلم أهل العلم، وتُضلل المجتمع، وتفتح الباب أمام الزيف والإدعاء للإستفحال والتفشي الغير مشروع في جميع مفاصل الحياة.
لذا نأمل بأن تكون ولادات الجبال كفاءات وإمكانيات تحمل هذه الألقاب و بجدارة .. وليس بفئران تمخضت بها أرحام تلك الجبال.