21 ديسمبر، 2024 7:52 م

تصريحات حول الهجوم الكيميائي الجديد تزرع بــذور الشقاق في صفوف حلفاء الولايات المتحدة

تصريحات حول الهجوم الكيميائي الجديد تزرع بــذور الشقاق في صفوف حلفاء الولايات المتحدة

أفاد عدد من حسابات تويتر المرتبطة بإرهابيي حياة التحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) يوم 19 مايو 2019 بأن الجيش العربي السوري قد استخدم أسلحة كيميائية في قرية كبينة بريف اللاذقية الشمالي. ونشرت وسائل الإعلام الغربية هذا الخبر. هذا وظهرت تهديدات لحكومة بشار الأسد على الفور. وأشارت بالتالي يوم 21 مايو مورغان أورتاغوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إلى “دلائل على أن نظام الأسد ربما يكون قد استأنف استخدامه للأسلحة الكيماوية”. وأضافت “فسترد الولايات المتحدة وسيرد حلفاؤنا على نحو سريع ومتناسب”. لكن يوم 23 مايو قالت أورتاغوس “ليس لدينا نتائج قاطعة بعد ونواصل التحقيق”.
نشاهد مثل هذه الاتهامات ليست المرة الأولى. ومع ذلك إذا تصرّف سياسيون غربيون ووسائل إعلام سابقاً ضد الحكومة السورية الشرعية بطريقة متماسكة فالآن لا يؤيد جميع المزاعم الأميركية.
على سبيل المثال صرّح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن “ليس لدينا أي دلائل على هجوم كيميائي نهائياً”. وأضاف “لم نوثق أي إصابة بالأسلحة الكيميائية، المنطقة لا يوجد فيها إلا مقاتلون”. علاوة على ذلك أعرب رامي عبد الرحمن عن دهشته من موافقة الولايات المتحدة على تقارير المتطرفين عندما لم تزل ملابسات الحادث غامضة. وقالت مجموعة الخوذ البيضاء التي تحدثت بالسابق عن هجمات كيميائية عدة في سورية إن ليس لديها “في الوقت الراهن أي معلومات حول مثل هذا الهجوم”.
لم تكن هذه المنظمات ضمن مؤيدي الرئيس السوري بل لم تعزم على الكذب الصريح خشية من تعرّض سمعتها للخطر.
ومع ذلك لا يراعي حلفاء الولايات المتحدة مثل هذه الحقائق. انضمت فرنسا والمملكة المتحدة على الفور إلى الموقف الأمريكي وطالبت بإجراء تحقيق مبكر.
لا يبدو هذا الوضع غريباً. من الجدير بالذكر أن في ربيع عام 2018 استنادا إلى شريط الفيديو عن الهجوم الكيمائي المزعوم نشرته الخوذ البيضاء قررت القيادة الأمريكية شن الهجوم الصاروخي على سورية. وأثبت تحقيق مستقل أجراه مراسل “بي بي سي” ريام دالاتي في فبراير 2019 أن الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما مجرد مسرحية مفبركة.
اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية مراراً وتكراراً بإنتاج الأسلحة الكيميائية. وأشارت القيادة الأمريكية إلى الموقع المعيّن وهو أحد مراكز البحوث بمدينة دمشق. لكن نفى خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هذه المعلومات بعد تفقّد هذا المركز. علاوة على ذلك دمرت سورية ترسانتها من الأسلحة الكيميائية كلها قبل سنوات تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
من المشكوك فيه أن تصريحات الجانب الأمريكي تهدف إلى إيجاد الحقيقة. تسعى الولايات المتحدة بدلا من ذلك لتبرير الاستخدام صواريخها. بعد كل شيء سبب الاتهامات الحالية هو الجيش السوري الذي يوشك على الانتهاء من عمليته في ريف إدلب. إذا نجح الجيش السوري فستكون الحكومة السورية أقرب إلى استعادة وحدة أراضي البلاد. ولهذا السبب تبحث القيادة الأمريكية عن أية إمكانية لتقديم الدعم العسكري للمتطرفين.
تعتزم النخب الغربية الحاكمة على استخدام أي أساليب، بما فيها الجماعات الإرهابية، من أجل منع سورية من إعادة السيادة وعودة إلى المسرح العالمي. ولكن لا تنوي وسائل الدعاية الغربية والمنظمات الخاضعة للولايات المتحدة مشاركة في نفس أعمال التزوير وتشويه سمعتها في نظر المجتمع الدولي.