21 ديسمبر، 2024 6:36 م

برغماتية سياسو العراق

برغماتية سياسو العراق

قبل ٢٠٠٣ كانت المعارضة العراقية والتي كانت معظمها من الشيعة اغلبها ذات طابع ديني ارتبط بشكل كبير مع النظام الايراني في بناء هيكيلياته الحزبية والتنظيمية ، وعلى اعتبار النظام الايراني نظام مستند على اديولوجية الولاء للولي الفقيه واجب الطاعة من وجه نظرهم ، امست التيارات المعارضة موالية بشكل مطلق للولي الفقية الذي يوفر لهم الارضية المناسبة للمعارضة داخل ايران وحتى خارجها في ظل اهمال الغرب لقضاياهم السياسية .

بعد ٢٠٠٣ واقدام الولايات المتحدة لاجتياح العراق في ظل قبول دولي واسع ورضا ايراني غير معلن ، اصبحت الولايات المتحدة هي السيد المباشر في العراق وجاء دور المعارضة العراقية الاسلامية الشيعيةعلى وجه الخصوص للتقرب من هذا السيد خلال فترة الحكام لسلطات الائتلاف جي گارنر وبول بريمر ، وما بعدها ، فلا يوجد من يعارض الولايات المتحدة ومن يمثلها داخل العراق ولا كلمة الا للامريكان فيما يخص القرارات العراقية وادارة البلد .

اتهمت الاطراف السياسية البرغماتية الشيعية جميع الاطراف السياسية المعارضة للوجود الامريكي او مقاومة المحتل بالارهاب وخصوصا” ( التنظيمات السنية السرية او من يتحدث بهذه اللغة من الاطراف السياسية السنية الاخرى ) وحتى الاطراف الشيعية التي تدعي مقاومة المحتل رغم محدوديتها كجيش المهدي وغيره كانت تشير اليهم اصابع الاتهام بانها ايادي عابثة بامن البلد ولا تعمل على استقراره ..!!

في الفترة التي سبقت عام ٢٠١١ وما تعرض له الجمهوريون في الولايات المتحدة بضغط شعبي مؤسساتي واسع وانتقاد كبير حول الجدوى من غزو العراق وقع في ٢٠١٠ الرئيس جورج بوش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتفاقية الانسحاب الامريكي متضمنة اتفاقية امنية ، وخلال فترة الانسحاب وتغيير طبيعة القرار الامريكي الذي اداره الديمقراطيين بعد انتخاب باراك اوباما لدورتين انتخابيتيين الذي تغيرت خلاله سياسة الولايات المتحدة في العراق من السيد المتسيد على القرار العراقي الى سياسة احترام الدول وسيادتها ورغبة الشعوب والامم والاقتصار على الدبلوماسية في التعامل مع المصالح الامريكية وهذا هو ديدن واسس مبادئ الديمقراطيون واسلوبهم في الحكم كما هو معلوم .

وبعد زوال التسيد الامريكي الممتد منذ ٢٠٠٣ لغايـــة ٢٠١٠ على القرار العراقي ، توجه الايرانيين لملئ هذا الفراغ من خلال زيادة تغلغلهم السياسي والاقتصادي على القرار العراقي وجلوسهم على كرسي السيادة ليصبح سيدا” جديدا” على العراقيين .

استثمر السياسي الشيعي البرغماتي الانتهازي الموقف لينتقل من الوتر الامريكي الى الوتر الايراني ويرفع شعارات النظام الايراني ( كلا كلا امريكا ) اي ( كلا للسيد القديم … نعم للسيد الجديد ) ويتبجح بعض البرغماتيون منهم بانهم هم من طرد المحتل من خلال توقيعهم لانفاقة الانسحاب الامريكي ..!! وبعضهم الاخر يسطر لنا تاريخ مصطنع ومفبرك عن بطولاته في مقاومة المحتل << ومن منا لم يكن يعلم قلة حجم العمليات المنفذة في المحافظات والمناطق الشيعية مقارنة فيما كان يحدث في مناطق اخرى من العراق ..، >> ؟؟!!

اما بالنسبة للبرغماتيين السياسيين السنة ، فكان الامر معكوس في بداية الامر ، فاللاعب السياسي الخليجي ومن تحالف معه الغاضب من تولي اطرافا” شيعية الحكم في العراق بعد ٢٠٠٣ لم تعجبه الفكره فاستمر في دعمه وتمويله لجماعات مسلحة باسم ( المقاومة ومقاومة المحتل واتهام السياسو الشيعة بعملاء الامريكي وغيرها من الاتهامات ) كان احد اهم اهداف هذه الاطراف السياسية هو انهاء النظام الحالي ذو الصبغة الشيعية او ذو الغالبية الشيعية والذي تحول هذا الصراف بعد سنوات الى ( صراع سياسي-شعبي طائفي راح ضحيته مئات الالاف من العراقيين )

بعد الازمة الخليجي بين قطر -وبقية الاطراف الخليجية وتداعياته في تقارب قطري – ايراني ، انقلبت بوصلة السياسيون البرغماتيون السنة نحو اقامة تحالفات سياسية مع ما يسمى محور المقاومة المقرب من النظام الايراني …!!؟؟ سبحان مغير الاحوال

اخيرا” لا بد من استذكار صور جمعت اطرافيا” سياسية مهمة تدعي قيادتها لمحور المقاومة الايراني في العراق يحضرون اجتماعات في البيت الابيض الامريكي مؤسسة القرار السياسي الاول للشيطان الاكبــــر … !!؟؟

ما يهمنا اليوم هو توعيـــة القارئ المهتم بتغير مواقف السياسيين البرغماتيين من خلال استعراض<span style=”