21 ديسمبر، 2024 8:23 م

“برايان وليمامز”…مذيعا في العراقية….!

“برايان وليمامز”…مذيعا في العراقية….!

في هذا العصرحيث كل شيء يتبدل بسرعة فائقة,وحدها وسائل الاعلام ترافق هذا التطوروتمنح الانسان صورا بالشكل السريع والكامل عن الاحداث والاكتشافات والتقنيات, انها لاتربي وتعلم وحسب في المدى القصير, انها قوة فاعلة في الراي العام والدولة وتستطيع ان تغير جوهر هذه الحياة على المدى القصير ايضا.
التلفاز يقيم حوارا بين الانسان وبين العالم, والمؤسسة الاعلامية كانت وما تزال عامل تقدم في المجتمع,ذلك ان الاعلام ضرورة ملحة بالنسبة للديمقراطية والحرية وهوكذلك بالنسبة للتقدم والثقافة والحضارة .
الاعلام الحر غير المقيد هو اقرب وسيلة لطرح الافكار الجيدة التي تطردالافكار السيئة في خصمها ضمن سوق اعلامية حرة.
 ومحور حديثنا القناة العراقية بنقد بناء هدفه التقويم لا غير, فبرغم من وجود مذيعين ومقدمي برامج ناجحين ومراسلين حربيين يشار لهم بالبنان الا ان هناك مذيعين ومنسقين ومقدمي برامج تنقصهم الخبرة في الاداء الاعلامي والمعلومات العامة التي هي من اختصاص واجبهم الاعلامي في الاذاعة والتلفزيون.
هناك مراسلي اخبار يرفعون وينصبون على اهوائهم ومزاجهم دون محاسبة او تنبيه وهناك مراسلي ومقدمي للبرامج ينتجون الكذب لترويج ونقل بعض الاخبار المفبركة التي لا تمت للعمل الصحفي والاعلامي المهني الذي هو اساسه الصدق.
لفت انتباهي الاعلامي الامريكي”برايان وليمامز” الذي فقد مصداقيته امام 9 مليون امريكي في برنامجه الاخباري الذي يبث “أن بي سي ” واخضاعه للتحقيق بعد اكتشاف انه كذب على الراي العام عندما كان في العراق , ووصف خبر مفاده انه اصيب اثناء تغطيته احد الغارات الامريكية من خلال الطائرة التي كانت تقله ,وهي من طراز “شينوك” لتغطية الاحداث العسكرية القتالية…وتم اكتشاف هذه الكذبة من قبل قادة عسكريون امريكيون في هذه الايام علما ان الكذبة ظهرت في برنامجه الاخباري منذ اكثرمن 8 سنوات.
“وليامز”سيعمل مذيعا في القناة العراقية الى جانب بعض المذيعيين والمراسلين الذين لا يفقهون عن الاعلام شيئا….فعلى سبيل المثال لا الحصر “ان القناة العراقية في برنامج لها آخر العام الماضي ابتكرت نظرية ان السنة تتكون من 48 أسبوعا وليس 52 أسبوع وهذه كارثة الكوارث بالاعلام, وان طالب الابتدائية يعرف عدد ايام السنة واسابيعها وفصولها وعدد ساعاتها وقد رسبت العراقية بمادة الحساب.
هناك برامج اخرى للحوار واللقاءات يتخللها…فاصل ونعود… ولم يعود المذيع ولا ضيف البرنامج وبهذا قد يضيع على المتتبع للبرنامج استرساله للضيف وللمادة ويفقد المتلقي الثقة بالقناة ويبحث عن قناة اخرى.
ومن ابسط قواعد العمل التلفزيوني تخصص المذيع, وهذا لا نجده في العراقية بل نجده في قنوات اكثر مهنية اخرى ,فيعرف المشاهد ان النشرة الاخبارية النهارية لفلان والانواء الجوية لفلان…والمادة الاخرى لفلان …فنرى ان كل المذيعين يتناوبون على نشرات الاخبار والبرامج باستثناء القليل من الاختصاص وقد نجدها في القناة الرياضية.
كان للتلفزيون العراقي قناة واحدة فقط, وتطورت فيما بعد واصبحت قناتين…ولكن العراقيين ما زالت بذاكرتهم برنامج الرياضة في الاسبوع الذي كان يعرض كل يوم ثلاثاء على انغام موسيقى حلاق اشبيلية لمؤيد البدري, وبرنامج العلم للجميع للاستاذ كامل الدباغ كل يوم اربعاء,وبرنامج ركن الهواة لكمال عاكف وعدسة الفن لخيرية حبيب ومع المشاهدين لسهاد حسن…وغيرها من البرامج التي يختص بها المذيع والتي ظلت مسجلة باسمه لحد هذا التاريخ.
“التلفزيون حول العالم الى قرية عالمية ” حسب تعبير “ماريشال ماكلوهان” ووصف “فرنسيس بال” احد اساتذة العلوم الاجتماعية ومدير معهد الصحافة الفرنسية “ان استقلالية اي انسان في مجتمعنا تقاس بكفاءته وصلاحيته” ويقصد بذلك بان الصحافة مهنة تقرر في النهاية جدارة الصحفي واستقلاله ومصداقيته.
ويندر ان نجد اليوم من ينكر أثر وسائل الاعلام في تثقيفنا مدنيا وسياسيا وفكريا وتقوم في الدفاع عن العدالة وعن السلم في العالم وتشدد على حق الانسان باعلام موضوعي حر وكامل…………………!