في الحادي والعشرين من هذا الشهر تموز يوليو ٢٠٢٥ نشر الموقع الاليكتروني للحكومة الصهيونية ( واي نيت Ynet ) تقريراً بقلم الصحفي ايتامار ايشنر , وبناءً على طلب المدعي العام الصهيوني قائمة طويلة من الهدايا العينية ، وبالتفاصيل الدقيقة والتي تلقاها مكتب رئيس الوزراء بنيامين النتن ياهو من الشخصيات والجهات والحكومات والافراد من الاجانب ومن الداخل الصهيوني ، من اجل الشفافية والافصاح كما زعم المرقع ، ورغم ان الموقع لم يفصح عن التواريخ الدقيقة لتقديم هذه الهدايا ، ولا الى اي عام تعود ( ذلك ان النتن ياهو يقود الحكومات الصهيونية منذ ربع قرن ) الا انني ومن باب الفضول دققت الاسماء والجهات التي قدمت هذه الهدايا وانواعها وفوجئت بان بعضاً من هذه الهداياً ( و هذا ما ادمى قلبي واشعرني بالحزن والإحباط ) قُدمت من رئيس جهاز المخابرات المصرية ، وقائد القوات الجوية المصرية ، فسارعت مصادر مصرية رسمية بعد نشر التقرير بلحظات ، وتداركاً للاستغراب والغضب الشعبي الى القول بان ذلك حدث بالفعل وهو مجرد تصرف بروتوكولي لا يعني شيئاً ، وهو اجراء عادي بين الدول التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية ليس الاّ.. !! ولأن الاعلام المصري خاضع وبصرامة الى سيطرة ومراقبة الدولة واجهزتها ، ولا يسمح باي انتقاد يطال اياً من اركان النظام وشخوصه ومؤسساته فقد مرّ الامر ( حتى الان ) بهدوء ويبدو انه ماضٍ للنسيان ..
الا انني فوجئت وصدمت وبشدة من ورود اسم ( رئيس كردستان .. Kurdistan president كما ورد حرفياً في الموقع باللغة الانكليزية ) من بين من ارسلوا الهدايا الى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي .. في حين ان موقع RT وهو موقع اخباري روسي وقناة تلفزيونية روسية عالمية شهيرة ، ترجم اللفظ الى ( رئيس اقليم كردستان ) ، وكانت الهدية عبارة عن سجادة صغيرة بالالوان الابيض والاحمر والاسود كما قال الموقع حرفياً !!.
توقفت كثيراً عند التقرير ، وانا اعرف انه لا توجد تسمية رسمية في الكرك الارضية ، ولايوجد اقليم لكردستان الا في العراق ، ذلك ان اخواننا الاكراد خارج العراق غير مسموح لهم على سليل المثال ، في تركيا وايران وسوريا وغيرها من البلدان التي يتواجدون فيها ان يفكروا ، مجرد تفكير في اقامة مناطق او محافظات خاصة بهم ، وفي ايران وتركيا خاصة فحتى الحديث باللغة الكردية ولهجاتها المتعددة ممنوع بل ومحرم .. اضافة الى انهم ( الاكراد ) يخوضون منذ عشرات السنين وحتى يومنا هذا ، مواجهات مسلحة مع قوات هاتين الدولتين والدول التي يتواجدون فيها .. كما انني اعرف انه لاتوجد اية علاقات و من اي نوع كانت بين اقليم كردستان وبين الكيان الغاصب على الاقل كما يصرح المسؤولين الاكراد دائماً جهاراً ونهاراً .. فلماذا يرسل رئيس اقليم كردستان هدية الى رئيس وزراء الكيان الغاصب ؟؟.
لقد انتظرت اسبوعاً كاملاً ان يطلع علينا مسؤول في الدولة العراقية ، او مسؤول في اقليم كردستان لينفي هذا الخبر .. ويطالب الموقع الصهيوني بادلة قاطعة عن هذه الهدية ، ولينفي وجود اية علاقات بين الاقليم وبين هذا الكيان الغاصب القاتل المحتل .. اما الحكومة العراقية ورئيس الدولة ، واما مسؤول دبلوماسية العراق الاول والتي يقودها وفق المحاصصة المقيتة فهو رجل كردي يعمل فقط لاهله وقوميته وجميعهم لم يعلّقوا او ينفوا الخبر ، والامر كذلك للاخوة المسوؤلين في الاقليم .. فالسكوت عن الخبر وعدم الرد عليه يشي ان الامر صحيح .. وانهم ينتظرون مرور الايام حتى يصبح الامر واقعاً وفي خبر كان .. ويادار مادخلك تطبيع !!.
وحتى لا أُتهم من قبل البعض بشتى التهم الجاهزة ، ولمن يريد ان يطلع على التقرير بمصدره والّا يسارع الى تكذيبي فانني اضع تحت تصرفكم رابط التقرير في الموقع الصهيوني ، ورابط ترجمة الخبر الى اللغة العربية في موقع ار تي الروسي .. وحتى تكملوا قراءة التقريرين من مصدرهما الرسمي فاننا بانتظار توضيحٍ أو وردٍ ، سواء من قبل الحكومة او البرلمان العراقيين او من قبل اخواننا المسوؤلين الاكراد في اقليم كردستان العراق !!.
ونحن بالانتظار !.