ماذا جنينا من النفظ على مدى أكثر من قرن , غير التداعيات المريرة والخراب المستطير والتصارع والسعير.

النفط أحرقنا , وأماتنا ووأد حياتنا وبدخانه إختنقنا , وعلى بعضنا حنقنا , فهو ملاذنا الأسود المهين.

النفط أكير من قدراتنا النفسية والعقلية على الإستفادة منه والإستثمار فيه , فلا يوجد قانون يحدد عائداته , ولكل كرسي حصته فيه , والأنانيات دستور الإستحواذ عليه قانون.

عائدات النفط حق كل مواطن , لكنها من ممتلكات الكراسي المؤيدة بالآخرين الطامعين بالبلاد والعباد.

إلعنوا النفط وتحرروا من هيمنته على وجودنا الغارق في مستنقعاته ذات الروائح الكريهة والنيران المستقيدة , ونحن في مجزرة الوعيد والهوان.

القوة الإقتصادية عقلية وليست نفطية , وعقولنا أحالها النفط إلى رماد.

الثروة الحقيقية بشرية , وليست ترابية , فالأرض نسعى فوقها لا أن نحدق فيها ونرضع من حليبها الأسود , وقيمة الإنسان منبع القوة والرقاء والنماء الحضاري , فلماذا جعلتم برميل النفط يساوي ألف إنسان؟

الأرض تأكلنا بعد أن تطعمنا وتسقينا , وبالنفط تدمرنا , عندما تجدنا من الذين في غفلتهم يعمهون , وعلى بعضهم يتأسدون , ولغير الله يسجدون , وفي محاريب الأوثان الآدمية يتعبدون.

أيها النفطيون , أخرجوا من غدران القنوط , وإستيقظوا بعد أن بلغ السيل الزبى , وأفيقوا من سكرة الإستحواذ على حقوق المواطنين , والتوهم بأن عائدات النفط المسروقة ستحميكم وتعينكم على الحياة الحرة الكريمة  , فأنتم مستعبدون ومرهونون بما تضعونه من أموال الوطن في بنوك الأقوياء الأغنياء.

الويل للفاسدين , وسراق نفط االعالمين , والمتسلطين على الناس الأبرياء بحرمانهم من حقوقهم الإنسانية وإحتكارهم للثراء , ومنعهم عن غيرهم شيئا من النعماء , فلكي يعيش البشر عليه أن يستلطف القهر والعناء.

ففي بلاد النفط , كم عدد الفقراء , وكم هو عدد الفاسدين الأثرياء؟

تروة النفط دمار الأمة

نعمةٌ دامت ببئر النقمة

لبعيد كرصيد إستوت

وبها يبني صروح العزة

فقراءٌ في رباها إكتوت

بعناءٍ وبقهر السلطةِ